تضامن عدد كبير من الكتّاب والمثقفين مع الروائي الجزائري أمين الزاوي بعد إقالته من إدارة المكتبة الوطنية الجزائرية. وقد شهدت المكتبة لقاءات وندوات جزائرية وعربية ودولية كثيرة خلال فترة إدارته إياها. ويرى كثيرون أن ما حدث، وفي السياق الذي حدث فيه، لا يعتبر فقط ظلماً للروائي لكنه اعتداء على حرية الفكر والتعبير في بلد وقع كثير من كتابه في التسعينات ضحايا للعنف المجنون الذي قضى على أكثر من مئة كاتب وصحفي وأستاذ جامعي. وقد كانت المحاضرة التي ألقاها الشاعر أدونيس الشرارة التي أشعلت نار المعركة. وقد أصدرت شخصيات ثقافية وسياسية على رأسهم المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد بياناً حاداً ضد "قطع الألسنة" ومن أجل "جزائر ديموقراطية وحرة"، وشجبت فيه إقالة الزاوي وطالبت رئيس الجمهورية الجزائرية في إعادة النظر بقرار الإقالة. يقول الزاوي في حوار له مع صحيفة "الحياة" اللندنية أجراه بشير مفتي: كان أدونيس واضحاً في محاضرته، فقد أكد في البداية مسألة منهجية في محاضرته، وهي التمييز ما بين الإسلام كدين مؤسس على الوحي والتيارات السياسية التي تستثمر في عالم الإسلام. وقال : الأفكار التي عرضها أدونيس في محاضرته حول تخلف العرب وغياب الديمقراطية وأسباب عدم دخول العرب عصر الحداثة هي أفكاره الموجودة في كثير من كتبه ومقالاته. والذين هاجموا محاضرة أدونيس لم يحضروها. وأتحداهم جميعاً إن كان أدونيس قد هاجم الإسلام كدين. ومرة أخرى أطلب منهم أن يتحلوا بالديموقراطية والشجاعة وينشروا المحاضرة. واعتبر أن ما أشعل نار ثقافة الكراهية ضدي لدى الوزيرة هو بعض الصحف التي كانت تقدم اسمي كبديل لها في كل حديث عن تغيير حكومي. واعتبر الزاوي أن وزارة الثقافة الجزائرية لا تريد سوى "المثقفين الأذلاء" في ساحتها وفي قاموسها. يذكر أن بداية الأزمة كانت حين رفعت وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي تقريرا إلى الرئيس بوتفليقة تتبرأ فيه من مسئولية "الانزلاق الفكري الذي حدث أثناء محاضرة الشاعر السوري أدونيس". وسبق أن انتقد أدونيس دور الدين في المجتمعات العربية، لكنه، في الجزائر، ركز نوعا ما على وضع المرأة، واستبق ذلك بحوار لصحيفة "الشروق" اليومي قال فيه إنه "لا وجود لنص في القرآن الكريم يحقق وجود المرأة كذات مستقلة عن التوابع"، وأضاف "ليس هناك نص واحد واضح يحدد حرية المرأة وذاتها المستقلة وإنما هناك تأويلات أو قراءات الفقهاء". وعارضت جمعية العلماء المسلمين استضافة الشاعر أدونيس بالجزائر، ووصف الشيخ عبد الرحمن شيبان، وهو وزير سابق للشئون الدينية، تصريحات أدونيس بأنها "أراجيف وقحة من شاعر ملحد وإباحي يدعى بغير اسم ولقب ويكتب شعرا بلا روح ولا نغم"، معتبرا كلامه في الندوة الصحفية بالحامة "تطاولا على الإسلام وعلماء المسلمين فى أرض الجهاد والاجتهاد، أرض المليون ونصف المليون شهيد وفى رحاب المكتبة الوطنية ذاكرة الأمة".