مساعي صينية لتطوير صناعة مكونات السيارات بكين : تسعى العديد من الشركات الصينية المصنعة لأجزاء السيارات خلال الفترة المقبلة إلى تحسين التكنولوجيا الخاصة بمنتجاتها من أجل زيادة حصتها في الأسواق العالمية. وتحاول الشركات الصينية من خلال تلك الإستراتيجية الاستحواذ على السوق العالمي خاصة بعدما تمكنت مبيعات السيارات الخفيفة في الصين يناير الماضي، من تجاوز المبيعات في سوق الولاياتالمتحدة الأميركية. ويعتقد العديد من الخبراء أن تحتل الصين هذا العام صدارة الدولة المصنعة للسيارات في العالم، نتيجة التراجع الحاد في المبيعات بالولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان، بالإضافة لنجاح الشركات الصينية في إنتاج كل قطع الغيار تقريباً حتى الأكثر تعقيداً مثل نوابض وتروس التعشيق والدفع. من جهته، أكد جون باركر نائب رئيس شركة فورد في منطقة آسيا وأفريقيا وفقا لما أوردته صحيفة "الرؤية" أن الصين أصبحت حاليًا قوة تنافسية كبرى في مجال صناعة أجزاء السيارات، حيث استمرت جودة منتجاتها في تحسن مضطرد. يشار إلى أن خوف إغراق السلع الصينية بات هاجسًا يؤرق الولاياتالمتحدةالأمريكية في الفترة الأخيرة، وذلك بعدما أصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا بشأن فقدان آلاف العمل الأمريكيين وظائفهم نتيجة المنافسة الكبيرة التي تأتى دائما لصالح العملاق الآسيوي. وكان أخر تلك المنافسات إطارات سيارات رخيصة الثمن أغرقت بها الصين الولاياتالمتحدة مؤخرًا، وتسببت في إفساد الأسواق لدى الأخيرة، وهو ما جعل لجنة التجارة الدولية تصوت إلى ضرورة مطالبة الرئيس الأمريكي أوباما وحكومته لحل تلك المشكلات التجارية مع الصين. وأدت هذه الإطارات التي استحوذت بها الصين على 17 % من السوق الأمريكي إلى رفع دعوة من قبل نقابة "يونايتد" لعمال الفولاذ الأميركية من أجل خفض عدد الإطارات المستوردة من مستوى 46 مليونا إلى 21 مليون إطار. وتعول النقابة بشكل كبير على الفصل 421 من قانون التجارة، والذي يسمح للدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية من تحديد وخفض الواردات الصينية في حالة ما إذا كانت هذه الواردات سوف تؤدي إلى إلحاق أضرار بالأعمال التجارية أو الشركات المحلية. ويواجه الاقتصاد الأميركي تحديات في التعامل مع نظيره الصيني مردها انخفاض سعر صرف العملة الصينية نسبة للدولار بحوالي 40 %، مما يجعل الصادرات الصينية إلى الولاياتالمتحدة زهيدة الثمن الأمر الذي يغرق السوق الأمريكي المفتوح، بالبضائع الصينية. وكانت من نتائج هذه الظاهرة خسارة الملايين من الوظائف في القطاع الصناعي الأمريكي الذي لم يعد قادراً على المنافسة في وقت تحول ارتفاع أسعار منتجاته وسياسة الحماية الجمركية دون دخوله السوق الصينية.