"دافوس" 2009 يناقش "شكل العالم" بعد الأزمة المالية
محيط – زينب مكي غالبا ما تسترق السياسة الدولية النجومية من الاقتصاد، لكن هذه السنة ستهيمن الازمة الاقتصادية العالمية على اللقاء في (المنتدى الاقتصادي العالمي) الذي يفتتح أعماله الاربعاء المقبل في المنتجع الشتوي "دافوس"تحت عنوان "المساهمة في صنع شكل العالم ما بعد الأزمة". ويشارك في المنتدي 3000 شخص من 96 دولة ،نصفهم تقريباً من رجال الأعمال من مختلف انحاء العالم، ويقوم بافتتاع المنتدى رئيسا وزراء روسيا فلاديمير بوتين والصين ون جيا باو ،وذلك بحضور 42 رئيس دولة وحكومة يرافقهم أكثر من 36 وزيراً للمالية ورؤساء بنوك مركزية. وحدد رئيس المنتدى كلاوس شواب أهداف "دافوس 2009" في خمسة أهداف طموحة، بحسب تعبيره، مشدداً على ان هذه سنة "حاسمة" للعالم تتطلب إعادة النظر في القيم والممارسات لرجال ونساء الأعمال وليس فقط في الأنظمة الاقتصادية التي اثبتت انها في حاجة إلى تطويرها. ووفقا لما أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية حدد شواب الهدف الأول للمنتدى في : ضمان النظرة الى عالم اليوم ككل وبصورة منتظمة ونمطية، والهدف الثاني دعم الحكومات، لا سيما مجموعة ال20، في جهودها الرامية الى المعالجة الجذرية للأزمة الاقتصادية والمالية والعالمية، والثالث بدء عملية لتعريف الأجهزة والمؤسسات التي يجب على العالم أخذها في الحساب لأن التحديات الحالية هي الأعظم منذ الحرب العالمية الثانية. والهدف الرابع، بحسب شواب، البحث في "قاعدة القيم الاخلاقية" للبزنس والمنظمات مع العمل على تحديد "اجراءات ملموسة" تضمن هذه القيم، والهدف الأخير توصل منتدى دافوس لعام 2009 الى خطوات خلاقة وعملية وملموسة تتخذها حكومات أو يجب اتخاذها للتغلب على الأزمة، أقوى وأكثر استقراراً وربما ازدهاراً أيضاً في نهاية المطاف. وباتت الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت كبرى اقتصادات العالم تستحوذ على اهتمام جميع القطاعات التي تساهم في اجتماعات "دافوس" بقياداتها السياسية والاقتصادية والفكرية والأكاديمية وكبار نساء ورجال الأعمال،أملا في صوغ أفكار تساعد مجموعة ال20 لكبرى الدول الاقتصادية في العالم عند اجتماعها في ابريل المقبل ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي تجتمع في ايطاليا في يوليو. و في حوار له مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) كان شواب قد وصف الأزمة المالية الحالية بأنها "ليست أزمة عابرة ولكنها أزمة تحولات" بمعنى أن ما سينتج عنها من شانه أن يغير خريطة وشكل العالم وأن تاثير هذه الازمة سيكون كبيرا على المجتمع والاقتصاد العالميين. وأهم القضايا المتوقع إثارتها في "دافوس 2009" جاءت نية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في إبراز موضوع غزة في المنتدى باعتباره موضوعاً انسانياً ملحاً وكذلك تطوراً يفرض التفكير الضروري في كيفية دفع الحلول السياسية جدياً نحو نتيجة عاجلة على رأس تلك القضايا. وفي هذا الصدد سيدعو وكيله للشؤون الانسانية، جون هولمز، مجموعة مختارة الى المشاركة في افتتاح "معرض" لإبراز أزمة ومعاناة اللاجئين والمشردين في العالم، بما في ذلك في غزة. ولن تغلب قضايا العرب على "دافوس 2009" هذا العام مثلما طغت في السابق، وكذلك ايران التي شاركت في المنتدى وكانت نجماً في السنتين الماضيتين، وإن كان هناك ندوات عن العراق يشارك فيها نائب رئيس الوزراء برهم صالح، وثانية عن اقتصاد دول الخليج يشارك فيها وزير المالية السعودي ابراهيم العساف، وأخرى عن فلسطين ليس واضحاً إن كان رئيس الوزراء سلام فياض سيشارك فيها، كما هو مقرر، كما يشارك توني بلير منسق عملية السلام للشرق الأوسط. ومن جانبه سيعلن سيف الاسلام القذافي عن مبادرة تتعلق بحقوق الانسان،كما يشارك جمال مبارك في أكثر من ندوة، اما المغرب، فسيحضر المؤتمر كبلد لأنه يستضيف العشاء الاختتامي الذي يأتي إليه جميع الوفود. ومن الإداراة الأمريكيةالجديدة أعلن مسئول أمريكي يوم أمس إن فاليري جاريت المستشارة بالبيت الابيض ستمثل الرئيس الامريكي باراك أوباما في المنتدى ،ويغيب عن المنتدى كبار المستشارين الاقتصاديين بالبيت الابيض لورانس سامرز وتيموثي جيثنر المرشح لتولي وزارة الخزانة وجيمس جونز مستشار الامن القومي بالبيت الابيض، والذي لا يزال جيثنر ينتظر موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه وزيرا للخزانة. كما أعلنت استراليا وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في مدينة دافوس السويسرية يومي 30 و 31 من شهر يناير الجاري بوفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء كيفن راد. ومن الجدير بالذكر ينظم منتدى "دافوس" الذي يعقد سنويا وسط الجبال السويسرية منذ 1971 ويعتبر لقاء الاثرياء وكبار النفوذ في العالم، نخبة فريدة من نوعها من كبار ارباب العمل والقادة السياسيين للتباحث في مشاكل الكرة الارضية ومناقشة شؤونهم. وتقتضي المشاركة فيه ميزانية كبيرة حيث تدفع الف من كبرى الشركات في العالم حسب تصنيف مجلة فورتشن مشاركة سنوية قدرها 42500 فرنك سويسري (28700 يورو) للانخراط في عضوية المنتدى ثم 19638 فرنك سويسري (13200 يورو) لمشاركة عضو ادارة في دافوس. كما تدفع نحو مئة شركة متعددة الجنسيات 500 الف فرنك سويسري سنويا (337 الف يورو) باعتبارها من الشركاء الاستراتيجيين. والهدف المعلن للمنتدى الاقتصادي العالمي هو تحسين وضع العالم ويعتبر اجتماعه السنوي فرصة يعلن خلالها العديد من الهبات الخيرية، وخلال المنتدى يعم مدينة دافوس السويسرية الصغيرة التي تقع في المنطقة الناطقة بالالمانية في سويسرا، 2500 مشارك (رجال اعمال وسياسيون ومنظمات غير حكومية وعلماء) ومئات الصحافيين ويخضع الجميع الى اجراءات امنية مشددة. وتعقد اكثر من 200 جلسة مناقشة خلال الاجتماع الذي يستمر خمسة ايام، تتناول مواضيع شتى تتراوح من الدروس المريرة لانعدام التوازنات الشاملة الى انظمة الصحة الخاضعة للتوتر .