"دهب" عروس سيناء تزداد جمالاً بقدوم عيد الفطر المبارك محيط - عبد الرحيم ريحان مياه دهب الصافية تنعم مدينة دهب بمنطقة سيناء والتي تبعد نحو 120 كيلو مترا عن مدينة شرم الشيخ, بمقومات عدة ثقافية وترفيهية تجعلها قبلة السائحين في هذه البقعة من أرض مصر, فهي تحمل عبق التاريخ المتجسد في آثارها الخالدة, بالإضافة إلي رونقها الساحر وجمال شواطئها, وقد سميت بهذا الإسم نظراً لأن أشعة الشمس عندما تقع على رمال شواطئها الصفراء الناسطعة تعكس ضياً ذهبياً بالغ الروعة. سياحة ترفيهية وتتميز دهب بتنوع أماكن الجذب السياحي بها, فهناك المخيمات السياحية والفنادق الفاخرة ومطاعم للأسماك الطازجة وسيارات تاكسى مكيفة داخل المدينة ومعهد للبرديات, حيث يستطيع الزائر أن يتعرف على طريقة صناعة البردى قبل شرائه ومواقع عديدة لبيع المنتجات السينائية بأنواعها المختلفة والمجوهرات والعطور. هذا بالإضافة إلي سياحة السفارى فى وديان بمناظر طبيعية خلاّبة, فضلاً عن منظر الغروب فى دهب والذي له سحر خاص لا يتكرر إلا فى هذه المدينة, بالإضافة لنسمتها الرقيقة صيفاً ودفئها شتاءاً وجمالها كمدينة تحتضن الخليج. وقد تجملت المنطقة السياحية بدهب مؤخراً بأنها أصبحت كلها ممشى حجرى جميل ليس على الشاطئ فقط بل المنطقة التى تحوى المحال التجارية, وتم منع دخول السيارات ليتجول الزوار فى حرية تامة المنطقة الآثرية بدهب المنطقة السياحية بدهب وتحتضن المنطقة السياحية آثاراً خالدة تشمل ميناء دهب البحرى على خليج العقبة الذى إستخدمه العرب الأنباط بسيناء منذ نهاية القرن الثانى قبل الميلاد لخدمة التجارة بين الشرق والغرب والمبنى الخاص بالميناء تخطيطه مستطيل له سور خارجى وبوابة محاطة ببرجين دفاعيين من داخل السور ويحوى 23 حجرة بالجزء الشمالى كمكاتب لخدمة حركة تسيير ونقل البضائع من وإلى الميناء والجزء الجنوبى, يحوى 24 حجرة هى مخازن البضائع ويتوسط المبنى فنار لإرشاد السفن بالخليج ومحرقة كانت تحرق فيها الأخشاب المستخدمة للفنار وعدد 12 حجرة بالجهة الغربية لمبيت بعض العاملين بالميناء, ويتضح في البناء التفاعل بين الإنسان والبيئة من إستخدام أحجار مرجانية متوفرة فى المناطق الساحلية المشرفة على البحر الأحمر وهى أحجار أكثر صلابة وأكثر مقاومة لعوامل التعرية والأملاح. كما إستخدمت مونة من الطفلة البحرية التى تتكون من الرمل والحمرة ومركبات كلسية طينية تتواجد دائماً قرب شاطئ البحر, وقد تم العثور بالميناء على منقولات أهمها جرار تخزين وسبائك نحاسية وعملات. شهدت علي تلاقى الأديان المنطقة الأثرية بدهب كما تم العثور على أوانى الحجاج الذى كان يستخدمها الحجاج المسيحيون وهم فى طريقهم للقدس عبر سيناء فى الطريق الشهير وهو طريق الحج المسيحى بسيناء الذى يتضمن داخله طريق العائلة المقدسة حيث أعيد استخدام ميناء دهب فى الفترة البيزنطية من القرن الرابع إلى السادس الميلادى. وكان يركب الحاج المسيحى مع الحاج المسلم نفس السفينة من ميناء القلزم (السويس) إلى ميناء الطور حين تحول طريق الحاج الإسلامى بسيناء من الطريق البرى إلى الطريق البحرى منذ عام 1885م ومن ميناء الطور يتجه الحاج المسلم والمسيحى لزيارة الأماكن المقدسة بمنطقة الجبل المقدس (دير سانت كاترين حالياً) وترك الحجاج المسلمون كتاباتهم على محراب الجامع الفاطمى داخل الدير ثم يعود الحاج المسلم ليأخذ طريقه من ميناء الطور إلى ميناء جدة ويتجه الحاج المسيحى من دير سانت كاترين إلى القدس. تل المشربة ويطلق على المنطقة الأثرية تل المشربة حيث كانت الجمال تأتى لتشرب من البحر عند هذه المنطقة ولم يعرف أحد سر هذا حتى اكتشف أهل سيناء وجود ماء عذب على الشاطئ نفسه تشرب منه الجمال فسميت المنطقة تل المشربة. وقد قام الجنود الإسرائليون, أثناء الإحتلال الإسرائيلى لسيناء, بوضع حجر كبير فوق المنطقة الأثرية سجلوا عليه أسماء الجنود الإسرائيليين الذين ماتوا بسيناء فى حرب 1956 وأخذوه معهم عند مغادرتهم سيناء, وعند أعمال حفائر بهذا التل بداية من عام 1989 وجد بقايا أسمنتية فوق الأثر من آثار تثبيت هذا الحجر تم إزالتها مما يعد تشويهاً للأثر كما قاموا بعمل عدة مجسات عميقة بالموقع وبالطبع عثروا بها على آثار تم نقلها إلى تل أبيب كما فعلوا فى معظم المواقع بسيناء. وهذه بعض الصور التي تجسد جمال وروعة هذه البقعة من أرض مصر... منظر الغروب في دهب أوانى فخارية عثر عليها بميناء دهب (أوانى الحجاج) الكوبرى الخشبى الشهير بالمنطقة السياحية مياه دهب الصافية المنطقة السياحية بدهب المنطقة الأثرية بدهب المنتجات السينائية بدهب