تنطلق اليوم فعاليات منتدى القيادة الهندي السنوي الذي يعقده اتحاد منتجي البرمجيات والخدمات الهندي NASSCOM في مدينة بومباي وسط مشاركة مصرية ممثلة في هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" وعدد من الشركات المحلية والأجنبية التي تستثمر في مصر بمجال خدمات تكنولوجيا المعلومات. وياتى المنتدى على خلفية مؤشرات تؤكد قرب التعافي من الأزمة المالية العالمية التي أثرت بشكل واضح على أمريكا وأوروبا وذلك على خلاف منطقة الشرق الأوسط التي حافظت على معدلات نمو اقتصادية عالية نسبيا مقارنة بهذه المناطق. وكما هو الحال دائما في منتدى القيادة الهندي، اكتظ الفندق الذي يستضيف الحدث بالمشاركين من صناع القرار ومسئولي الشركات العالمية الكبرى، والمحللين البارزين، ورجال الإعلام المتابعين للمنتدى الذي يعد النشاط الأبرز لمجتمع تكنولوجيا المعلومات العالمي. وتغلب على المنتدى صبغة التواصل وتبادل الرؤى فيما يتصل بمستقبل هذا القطاع العالمي خاصة مع بوادر التعافي من الأزمة التي فرضت أنماطا اختلف في توصيفها المهتمون بهذا القطاع. فبينما يرى فريق أن الأزمة أسهمت في إحجام بعض الشركات عن اتخاذ قرارات استثمارية كبيرة انتظارا لما ستسفر عنه الأيام، يؤكد فريق أخر أن الأزمة أفرزت مناخا جديدا ومنظورا مختلفا لبعض المناطق الجغرافية التي باتت تشكل نقاطا مضيئة على خريطة العمليات العالمية لما توفره من مقومات هائلة وتنافسية عالية فيما يتعلق بعنصر التكلفة الذي كان له الغلبة في أوقات الجدب الاقتصادي. وانطلاقا من الأهمية البالغة للمنتدى، حرصت مختلف دول العالم على عقد حلقات نقاشية للتعريف بمقوماتها واستكشاف آفاق التعاون المشترك والاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات. وتعقد مصر حلقتها النقاشية في اليوم الثاني للمنتدى الذي سيشهد أيضا حلقات نقاشية لرومانيا، والبرازيل، وألمانيا، وبريطانيا، واليابان، وكولومبيا، واستراليا. وتتنافس هذه الدول فيما بينها لاستقطاب اكبر عدد من الزوار للحلقات النقاشية، بينما تستعد مصر لحلقتها التي تشير التوقعات إلى أنها ستكتظ بالحضور على غرار العام السابق الذي شهد حضورا كثيفا أدي إلى اضطرار كثيرين للوقوف في القاعة الكبيرة التي شهدت انعقاد الحلقة النقاشية. ومن المنتظر أن تشهد الحلقة المصرية عرضا مفصلا عن الطفرة الواضحة التي حققتها مصر في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات والمراكز المتخصصة التي تساعد بشكل كبير في عملية نقل خبرات قطاعات متعددة إلى مصر مثل القطاعات المالية والمحاسبية، وإدارة الموارد، وإدارة البنية التحتية، وغيرها من الأعمال. كما ستقوم الشركات المصرية والأجنبية بالتعليق على مناخ العمل بمصر وفرص الاستثمار والدعم الحكومي المتميز لقطاع تكنولوجيا المعلومات المصري، وذلك بالإضافة إلى عملية إعداد المحترفين من الخريجين المصريين للالتحاق بسوق العمل والفرص التي يوفرها القطاع بالشركات المحلية والعالمية على حد سواء. وتنعقد الحلقة تحت عنوان "تجربة مصر الرائدة في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا" وخاصة وان أحدث التقارير الدولية الصادر عن مؤسسة "إيه.تي.كيرني" الاستشارية قد وضع مصر في المركز الأول في هذه المنطقة والسادس على مستوى العالم. كما يشهد المنتدى حلقات نقاشية أخري تستهدف بحث العوامل المؤثرة على المستهلكين في مرحلة ما بعد الركود الاقتصادي، والدور الاجتماعي للحكومات ومؤسسات الأعمال في مكافحة الفقر. ويتجه المنتدى من خلال ندوة تحت عنوان "اللعب للفوز في الاقتصاد الجديد" إلى التأكيد على أن الحذر من قبل المستهلكين سيدفعهم إلى الرغبة في الحصول على أقصى قيمة من عروض المنتجات والخدمات التي يقدمها موفرو التكنولوجيا. وستشير الندوة إلى أنه على الرغم من تحسن معدلات نمو أسواق العالم الرئيسية مثل أمريكا الشمالية وأوروبا، فما زالت استراتيجيات الركود الاقتصادي تؤثر على القرار الشرائي لعملاء تكنولوجيا المعلومات. ويستعرض المنتدى السبل التي تمكن العملاء من الحصول على أفضل قيمة من عروض موفري الخدمات، وخاصة في الصناعات التي تتساوى فيها الشركات من ناحية قدرتها على خفض الإنفاق، ودور الابتكار في مساعدة الشركات على تجاوز فترة الركود الاقتصادي. وتوفر الحلقات النقاشية فرصة عقد لقاءات مع عدد من موفري الخدمات والخبراء والمحللين الاقتصاديين، بهدف إلقاء الضوء على الأفكار والرؤى والخطط التي تساعد الشركات على زيادة عائداتها في مرحلة ما بعد الأزمة. كما يناقش المنتدى استعداد مؤسسات الأعمال لاستغلال الطاقة الناتجة عن تطبيق استراتيجيات التغيير في المراحل المختلفة لتنفيذ المشروعات. وفى سياق متصل، أعلن NASSACOM –من خلال موقعه على شبكة الانترنت- أنه على الرغم من الجهود المكثفة لموفري الخدمات الهنود الرامية إلى نشر منتجاتهم في السوق المحلى إلا أنهم ما زالوا مهتمين بالتصدير إلى دول أجنبية. ولإيجاد حل فعال لهذه الإشكالية، يشارك مجموعة من كبار الرؤساء التنفيذيين الهنود في مناقشة اتجاهات المستهلكين، وبحث عوامل بطء نمو مبيعات منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات في السوق الهندي، ودور وأولويات الحكومة الهندية في مجال الاستثمار التقني، والمسئولية الاجتماعية للشركات الهندية في تحسين مستوى معيشة نحو نصف مليار هندي يعيشون تحت خط الفقر.