الاختيار السليم للعب طفلك يشجعه على الابتكار محيط - فادية عبود مشاهد العنف لا تنتهي وطفلك محاصر بها إما في الشارع أو التلفاز وربما في المنزل ، لا تزيدي الطين بللاً وتهديهِ بندقة تنمي عنفه ، بل فكري في إهدائه لعبة تدخل عليه السرور وتداعب روح الابتكار لديه . قبل أن تقعي في حيرة أو تختاري خطأ يقدم لكِ الدكتور مايكل درويت أستاذ التربية الفكرية بجامعة ماسوشيستس ، كتاباً تناول فيه فصلا كاملا عن لعب الأطفال وكيفية اختيار اللعبة المناسبة التي يجب أن تتوافر فيها ثلاثة شروط وهي: 1- أن تلائم الطفل: فالأطفال يختلفون فيما بينهم من الناحية الجسدية والعقلية والثقافية, ولهذا فإن اللعبة المناسبة تختلف من طفل لآخر, و يجب علينا أن نختار اللعبة المناسبة للمستوي العقلي والثقافي للطفل, لأن اللعبة إذا كانت سهلة أكثر من اللازم فإنها تصيبه بالملل, وإذا كانت أعلي من مستواه فسوف تصيبه بالإحباط, وهذا الإحباط يولد لديه السلوك العدواني تجاه هذه اللعبة, أو تجاه الأطفال الآخرين ولذا فإن من أسس اختيار أي لعبة أن تناسب الطفل وتنمي قدراته. وأن تولد عنده دافع الاستكشاف. وأن تمنحه الفرح والمرح. 2- أن تكون جذابة: بما أن اللعبة الجيدة هي التي تجذب انتباه الطفل وتنمي عنده دافع الاستكشاف, لذلك يفضل أن تتميز بالغموض والاستثارة مما يدفع الطفل إلى التفاعل معها واللعب بها, وتوثيق الصلة بين الطفل وبين من أحضرها له. 3- أن ترتبط اللعبة بواقع الطفل: تفرض ثقافة الطفل مجموعة خاصة من الألعاب, والتي ترتبط ارتباطا وثيقا ببيئته التي يعيش فيها, فهناك ألعاب خاصة بأطفال الريف, وثانية خاصة بأطفال المدن, وثالثة تقتصر علي أطفال الصحراء . تطوير قدرات الطفل الدكتور مايكل درويت أشار في كتابه أيضاً إلى خمسة أسس علمية أخرى تساعدكِ علي اختيار أفضل اللعب وأكثرها نفعاً ، وهي كالآتي: أولا الأسس النفسية: أن ترضي اللعبة دوافع الطفل وحاجاته النفسية ، وأن تكسبه القدرة علي التلقي والتعليم وذلك بتنمية ميوله ورغباته, وأن تتيح له الفرصة للتعبير عن حاجاته. ثانيا الأسس العقلية: يجب أن تسهم اللعبة في تطوير قدرات الطفل وطاقاته العقلية والإدراكية وأن تساعده علي الابتكار والإبداع, وتنمي قدرته علي التفكير المستقبلي. ثالثا الأسس الاجتماعية: يجب أن تنمي اللعبة عند الطفل الروح الجماعية بدلا من الفردية, وأن تشجعه علي المشاركة والمنافسة, وأن تساعده علي القيام ببعض الأدوار الاجتماعية. رابعا: الأسس الصحية: عند اختيار أي لعبة يجب التأكد من عدم وجود حواف ورؤوس حادة بها قد تجرح الطفل ويجب التأكد من أن اللعبة ليست ثقيلة, والتأكد من أن ألعاب الركوب مستقرة ومتوازنة بصورة جيدة, وألا تكون اللعبة مصنوعة من مواد سريعة الاشتعال, تجنب الألعاب التي تحتوي علي قطع صغيرة يمكن أن تبلع, أو تستنشق مع الهواء, أو توضع في الأذن, والتأكد من أن جميع الألعاب المطلية مدهونة بمواد غير سامة. خامسا: الأسس الجمالية: ينبغي أن تكون اللعبة متناسقة في شكلها, وجميلة في تصميمها وقريبة من الواقع, ويراعي أن تكون ذات ألوان جذابة ومحببة لنفس الطفل, ويجب التأكد من أن لها هدفا جماليا . اختبريها بنفسك عند شراء أي لعبة لطفلك ينصحك الأطباء يحب ليك فحص لعب طفلك بنفسك، للتأكد من مواصفات الأمان . - تأكدي أن العيون والأنف والمكونات الصغيرة الأخرى في الدمية محكمة التركيب ولا يمكن فصلها، وتجنبي الألعاب ذات الحواف الحادة لمن هم دون الثامنة وأيضا الألعاب التي بها أحزمة وأربطة أطول من 7 سم لأنها قد تلتف حول رقبة الصغير. - اختبري الألعاب التي تصدر عنها أصوات عالية تضر الأذن ( ما يبدو صوته عاليا لك بالتأكيد هو عال علي طفلك). - تأكدي قبل الشراء أن التوصيات الخاصة بالسلامة والسن المناسبة ملتصقة وواضحة علي العلبة واتبعيها. - إذا اشتريتِ دراجة لوحات تزلج أو سكوتر لا تهملي شراء خوزة الرأس والوسائد المبطنة الحامية للركبتين والكوعين. - تخلصي فورا من أكياس التغليف البلاستيكية. - اتبعي التعليمات أثناء تجميع وتركيب الألعاب بحرص شديد. - اختاري ألعابا معلومة المصدر فبعض أنواع البلاستيك الرديء بها مكونات سامة، وأخيرا من المهم جدا أن تراقبي سلامة الألعاب وتتأكدي أنها ليست مكسرة أو مفككة وأصلحي أو تخلصي من المحطم فورا. اللعب الحر يثير إبداعه بجانب الألعاب المصنوعة اتركي لطفلك مساحة للعب الحر ، إنه يثير إبداعه ويساعده على النمو السليم . لقد أفاد تقرير للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن اللعب الحر والمتواصل، سواء كان مطاردة الفراشات أو اللهو بالمكعبات والعرائس أو حتى الجري بصحبة الآباء والأمهات، غالبا ما يٌفقد في ظل لهاث الواجبات المدرسية المتراكمة. كما أن اللعب غير المخطط له يؤدي إلى منافع كثيرة، ويساعد على إثارة الإبداع لدى الأطفال، وإطلاق العنان لمشاعرهم، وتطوير مهاراتهم في حل المشكلات، وزيادة التوافق مع المدرسة. وحذر التقرير من أن تناقص الوقت المخصص للعب التلقائي يمكن أن يفاقم الضغوط والتوتر على الأطفال والعائلات، مشيرا إلى أن ألعاب الفيديو جيم تزيد من التوتر لدى الأطفال الصغار، وتعزز مخاطر السمنة، وربما تصيب الأطفال بالاكتئاب. في النهاية نبّه مشرفو التقرير على الأهل وواضعي الخطط التربوية على حد سواء إلى ضرورة التركيز على حاجات الطفل الأساسية، وتشجيعه على ممارسة اللعب بحرية لإعطائه فرصة لتنشيط خياله وأحلامه وتركه يبني عالمه بيديه.