برلين: ذكرت مصادر استخبارية إسرائيلية ان اغتيال العالم الإيراني الأسبوع الماضي في طهران كان العملية العلنية الأولى لرئيس الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي" الموساد" تمير باردو منذ أن تسلم منصبه في مطلع العام الحالي. واستعرضت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية في موقعها الالكتروني سلسلة من محاولات اغتيال علماء الذرة الإيرانيين خلال سنة ونصف. وأشارت إلى ان الموساد كمنظمة تقود حرب إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني بادعاء منع تطوير طهران لأسلحة نووية. وأشارت إلى أن العالم الإيراني قد اغتيل في عملية إطلاق نار، وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فقد أطلق النار مسلحان واستخدما دراجة نارية للفرار من المكان. وجاء أن مصدرا في الاستخبارات الإسرائيلية صرح لمراسلة المجلة في بيروت أولريكا فوتس أن عملية الاغتيال كان العلنية الأولى لرئيس الموساد الجديد باردو. فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أنه بعد اغتياله تم الكشف عن أنه كان له دور في تطوير أزرار تفعيل للقنبلة النووية، وأنه كان يعمل في مركز أبحاث نووية في شمال طهران. يذكر أن وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أكدت الأسبوع الماضي أن الشخص الذين اغتيل في طهران وأفيد أنه عالم فيزياء نووية هو في الواقع طالب جامعي يدرس للحصول على شهادة ماجيستير في الكهرباء، ويعمل لصالح وزارة الدفاع. وذكرت الوكالة أن بعض وسائل الإعلام خلطت بين اسم القتيل واسم علم نووي آخر هو درويش رضائي، مشيرة إلى أن الطالب الذي قتل، داريوش رضايي نجاد يعمل في وزارة الدفاع ويحمل شهادة البكلوريوس في قسم الكهرباء في جامعة نصير الدين الطوسي. وكتبت "دير شبيجل" أنه بعد عدة أيام من تشييع جثمان القتيل قالت جهات مرتبطة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القتيل هو درويش رضائي وكان يعمل على تطوير أزرار التفعيل. وتابعت "دير شبيجل" أن اغتيال رضائي يأتي بعد اغتيال مسعود علي محمدي، وهو أحد كبار العلماء الإيرانيين الذين عملوا في البرنامج النووي الإيراني السري في يناير/كانون الثاني 2010، إضافة إلى اغتيال البروفيسور في الفيزياء الذرية ماجد شهرياري في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، في حين نجا الخبير النووي فاريدون عباسي من محاولة اغتيال في اليوم ذاته. كما نقلت عن المصدر الاستخباري الإسرائيلي قوله إن الموساد يواجه مؤخرا مطالب متصاعدة من ضباط في سلاح الجو الإسرائيلي يدعمون شن قصف جوي على أهداف ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني، إلا أن الموساد هو الذي يتخذ القرار الأخير وذلك بسبب نجاحاته في عرقلة البرنامج النووي الإيراني. وأضاف المصدر الاستخباري الإسرائيلي أنه طالما أن الموساد يقود الحرب على البرنامج النووي الإيراني فإنه يحصل على ميزانيات ضخمة. تجدر الإشارة إلى أن إيران كانت قد اتهمت إسرائيل بتنفيذ عمليات الاغتيال، وقدمت رسالة بهذا الشأن إلى المجلس لحقوق الإنسان التابع لهيئة الأممالمتحدة الأسبوع الماضي، طالبت فيه بإجراء تحقيق في عمليات الاغتيال. وجاء في الرسالة أن مجلس الأمن يضع قائمة بأسماء العلماء الإيرانيين، وعندها يقوم إرهابيون يتلقون الأموال من المخابرات المركزية الأمريكية والموساد بقتلهم.