اسطنبول: نفى الرئيس التركي عبدالله جول السبت ان تكون بلاده في خضم أزمة بعد استقالة أربعة من أكبر القادة في الجيش، لكنه قال إنها أوجدت وضعا "استثنائيا". وسببت استقالة الجنرالات الأربعة - وهم رئيس هيئة الأركان إشق كوشانر، وقادة القوات البرية والبحرية والجوية - اضطرابا في الجيش، لكنها أعطت رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوجان، فرصة لزيادة سلطته على الجيش التركي، ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن بيان صادر عن مكتب أردوجان قوله: "ان القادة الأربعة تقاعدوا ولم يذكر أسبابا". وأضاف أن اجتماعا مع المجلس العسكري الأعلى، الذي يجتمع مرتين سنويا لتحديد التعيينات الرئيسية، سينعقد كما هو مقرر غدا الاثنين، موضحا أن أردوجان يتعجل الأمر لاستعادة سلسلة القيادة وتقديم صورة بأن الأمور تسير بشكل معتاد. وسعى المسؤولون الأتراك، أمس، إلى وضع حد لنزاع خطير مع القادة العسكريين، في فصل غير مسبوق من أزمة مزمنة بين نظام منبثق عن التيار الإسلامي وجيش يريد ضمان علمانية البلاد. وعين أردوجان، في وقت متأخر من يوم الجمعة، قائد قوات الأمن (الدرك)، الجنرال نجدت أوزل رئيسا للأركان بالنيابة بعد استقالة كوشانر، رئيسها الحالي، على خلفية خلاف خطير مع الحكومة. كما عين الجنرال أوزل أيضا قائدا لسلاح البر بعد استقالة قائده الحالي أيضا مع قائدي القوات الجوية والبحرية (احتجاجا على اعتقال 250 ضابطا متهمين بالتآمر على حكومة أردوجان)، كما ذكرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، نقلا عن مرسوم لرئيس الوزراء والرئيس عبدالله جول. وباستقالة كوشانر ومساعديه اندلعت، الجمعة، أزمة سياسية عسكرية خطيرة في تركيا على خلفية خلاف مع الحكومة الإسلامية المحافظة بخصوص ترقية عسكريين كبار مسجونين بتهمة التخطيط للتآمر على النظام. ويطالب قادة الجيش بأن يتمكن هؤلاء العسكريون من الحصول على ترقياتهم على الرغم من وجودهم في السجن بانتظار الانتهاء من محاكمتهم، الأمر الذي ترفضه الحكومة، بحسب الصحافة. وقد حقق الحزب الحاكم فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو/حزيران وحصوله بالتالي على ولاية تنفيذية ثالثة. وأضاف أنسل: "قد يقوم كولونيل بمغامرة في يوم من الأيام ولكن لن تذهب أبعد من ذلك". وزاد: "في الواقع خسر الجيش الغلة في 27 أبريل/نيسان 2007 عندما اعترض، من دون نتيجة، على وصول أردوغان أو غل إلى قيادة البلاد".