نيويورك: رغم الانتعاش الذي حظي به سعر النفط الخام في أخر تعاملات الأسبوع الماضي مدعوماً بالبيانات الإيجابية الخاصة باداء الاقتصاد الأمريكي إلا أن هناك توقعات بان تعاود أسعار العقود الآجلة للخام تراجعها الأسبوع المقبل. ولعل ما يبرر تلك التوقعات، مؤشرات الانتعاش الاقتصادي والتى لم تأت حتى الأن بالصورة التى تكفل حدوث نمواً قوياً في مستويات الطلب العالمي على النفط. ويرى المحللون أنه بجانب استمرار ضعف الطلب على النفط فهناك عاملاً أخر قد يحد من فرص استمرارية ارتفاع أسعار النفط ، يتمثل في سعر صرف العملة الأمريكية، حيث يتوقع المحللون امكانية حدوث انتعاش لسعر العملة الأمر الذي سيقلل من جاذبية أسواق السلع الأولية كملاذ آمن للاستثمارات. وتأتي تلك التوقعات في اطار مسح أجرته شبكة "بلووم برج" الاخبارية حيث يرى 95% من ما شغلهم الاستطلاع أن أسعار العقود الأجلة للنفط في أسواق البترول ستتجه للتراجع خلال الأسبوع المقبل. ويشير أحد المحللين إلى أن العوامل السلبية بالنسبة للسوق البترولي والتى قد تحد من استمرارية انتعاش الأسعار تتضمن ضغوط التراجع التى قد يتعرض لها سوق الأسهم خلال الأسابيع المقبلة، فضلاً عن التأثير السلبي لانتعاش سعر الدولار على أسعار النفط بجانب المقاومة التي تلاقيها أسعار النفط حول مستوي ال75 دولاراً . في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات وزارة الطاقة الأمريكية ارتفاع مستويات المخزون بصورة غير متوقعة. فقد أشارت البيانات إلى ارتفاع حجم المخزون من النفط في السوق الأمريكي بمقدار 128 ألأف برميل خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالتوقعات السابقى التى كانت ترجح حدوث تراجع بنحنو 1.1 مليون برميل. وكانت أسعار النفط الخام قد شهدت في أخر جلستى تعامل لهذا الأسبوع ببورصة نيويورك للسلع ارتفاعاً في ضوء البيانات الاقتصادية الجديدة التي أظهرت ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي بشكل تجاوز التوقعات السابقة وهو ما اعتبر مؤشراً جديداً على بدء تحرك أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة في العالم من دوامة الكساد الأخيرة . وقد أشارت البيانات الاقتصادية أيضاً إلى تراجع الناتج المحلي الأمريكي خلال الربع الثاني بنحو 1% مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت ترجح حدوث تراجع بنسبة 1.5% . في الوقت الذي حققت فيه أرباح الشركات أعلى ارتفاعات لها منذ أربعة سنوات وفقاً لبيانات وزارة التجارة. وقد شهدت أسعار العقود الأجلة للنفط تراجعاً خلال الأسبوع الأخير بنحو 1.6% وان كانت الاسعار مازالت مرتفعة بأكثر من 60% مقارنة بمستويات بداية العام.