طهران: يتوقع أن تظهر اليوم السبت نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الجمعة بعد الانتهاء من مرحلة فرز الأصوات . وحسبما ذكر موقع قناة "العالم" الإخباري ، قال وزير الداخلية الايراني مصطفى بور محمدي يتوقع أن تعلن نتائج الإنتخابات التشريعية الثامنة في سائر المحافظات اليوم ، فيما عدا طهران التي تعلن نتائجها خلال يومين . ، مشيرا الى ان عملية التصويت جرت بسلاسة دون وقوع أي حوادث. وفاز المحافظون بغالبية مقاعد البرلمان، الذي يبلغ عدد اعضائه 290 في الجولة الاولى من الانتخابات، وهناك حوالي 22 مليون ناخب لهم حق الادلاء بأصواتهم في جولة الاعادة. ومن المتوقع ان تؤدي الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الى تعزيز الاغلبية التي حققها المحافظون في الدورة الاولى، لكن الانقسامات التي ظهرت في صفوف المحافظين واضطراب الوضع الاقتصادي قد تصعب من مهمة الرئيس نجاد. ويقول المعارضون المعتدلون للرئيس محمود احمدي نجاد ان الانتخابات لم تكن نزيهة، لان مجلس صيانة الدستور غير المنتخب، الذي يفرز المرشحين على اساس التزامهم بمبادئ الثورة الاسلامية، ومبدأ ولاية الفقيه منع كثيرين منهم من الترشح في مارس. وسيبدأ البرلمان الجديد المنتخب عمله في مايو /آيار، ولا يحدد البرلمان سياسة البلاد ومنها النفطية والخارجية، لكن له تأثيرا في السياسة الاقتصادية. وكانت هزيمة الاصلاحيين في الجولة الاولى عندما لم يتجاوز عدد المقاعد التي حصلوا عليها الثلاثين، شديدة الوقع في دائرة طهران، خصوصا حين لم يصل اي مرشح منهم الى عتبة ال25% من اصوات الناخبين، لكن المعسكر الاصلاحي ما زال يتطلع للفوز بنحو عشرة مقاعد في الدورة الثانية. وتعرض نجاد، الذي فاز بالرئاسة عام 2005 على وعد بتقسيم عائدات الثورة النفطية لايران بطريقة أكثر عدلا، لضغوط متنامية من الرأي العام ورجال الدين والبرلمان الحالي، الذي سيحل في مايو، لفشله في السيطرة على التضخم الذي زاد الان على 20 في المائة. ويرى منتقدون انه رغم هيمنة المحافظين على البرلمان الجديد المنتخب الا ان المجلس سيكون اكثر انتقادا لسياسة احمدي نجاد الاقتصادية، لان المعسكر المحافظ في البرلمان يضم حلفاء له ومنتقدين أيضا وبعضهم قد ينافسه على انتخابات الرئاسة القادمة. ويتطلع المنافسون لاحمدي نجاد، ومن بينهم كبير المفاوضين النوويين السابق علي لاريجاني، الذي فاز بمقعد في البرلمان من الجولة الاولى الى ابعد من الانتخابات الحالية، ويضعون أعينهم على انتخابات الرئاسة. وكانت مراكز الاقتراع قد اغلقت ابوابها بعد تمديد التصويت ثلاث ساعات اضافية بسبب استمرار وجود المقترعين. ويتنافس في هذه الانتخابات 164 مرشحا على 82 مقعدا في مجلس الشورى الايراني لم يحسم امرهم في المرحلة الاولى من الانتخابات. وكان قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي أكد لدى إدلائه بصوته أهمية هذه الانتخابات وحث الايرانيين على المشاركة الفعالة، كما أدلى الرئيس محمود أحمدي نجاد بصوته، واعتبر الانتخابات صورة حية للحضور الجماهيري في عملية صنع القرار بايران.