إسلاميون يطالبون بكشف أسماء الموقعين على المراجعات محيط - وكالات هاني السباعي القاهرة :انتقدت مصادر سلفية مطلعة عدم إعلان أسماء قيادات "تنظيم الجهاد" الموقعين علي مبادرة منظر التنظيم الدكتور سيد إمام الشريف "الدكتور فضل" تحت اسم "مبادرة ترشيد الجهاد في مصر والعالم"، من داخل محبسه في سجن طرة، وصدور المبادرة بدون أسماء الموقعين عليها، معتبرة أن إعلان الأسماء من شأنه إغلاق أي باب للاجتهادات أو التكهنات حول الرافضين للمبادرة. وجاءت تلك الانتقادات بعدما تسربت أسماء قيادات بارزة رافضة للمبادرة على رأسهم احمد سلامة مبروك الذي كان يعد الرجل الثاني في تنظيم الجهاد في الخارج بعد أيمن الظواهري، والذي تسلمته مصر من أذربيجان عام 1998، والقيادي مجدي سالم الذي تولى إمارة التنظيم في مصر قبل القيادي نبيل نعيم عبد الفتاح. وأشارت المصادر الإسلامية إلى وجود ثغرة مهمة في مراجعات الشريف، منها أنه لم يعترف أو يذكر من قريب أو بعيد أي العلماء الحداثيين في مراجعاته أمثال الشيوخ محمد الشعراوي ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي، معتبرة أن هذا يوحي بأن الشريف يقف بحدود قناعاته عند علماء السلف، وهذا ما كان له أثر مهم في صدور مراجعاته صعبة في أسلوبها لا تمكنها من الوصول لعموم الناس رغم الاعتراف بقوتها الفقهية. في هذه الأثناء، دعا الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي في لندن وأحد قيادات "تنظيم الجهاد" في الخارج، وأبرز المعارضين لمراجعات "الدكتور فضل"، قيادات الإسلاميين في الخارج لفتح حوار على شبكة الانترنت اليوم للرد على الوثيقة عبر برنامج البالتوك "غرفة الأنصار". وكانت مبادرة الجهاد التي خرجت إلى النور يوم الاحد الماضي في ذكرى هجمات الأقصر، قد أثارت جدلا واسعا على الساحة السياسية في مصر حول مدى تأثيرها على وقف العنف، وتراوح الجدل بين مؤيد لتحقيق نجاح وتأثير كبيرين للمبادرة ، وتمكنها من إحراج تنظيم القاعدة، وبين مراقبين آخرين يرون أن مسألة المبادرات لا يمكن التعويل عليها كثيراً في قضية وقف "العنف" المؤسس على مرجعيات إسلامية. وأطلق الجهاد على مراجعاته "مبادرة ترشيد الجهاد في مصر والعالم" تحت قيادة منظر التنظيم والأمير السابق لأيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الدكتور سيد إمام الشريف. ورغم أن مبادرة الجهاد تنشر على حلقات ولم تكتمل الرؤية الكاملة إلا أنها حظيت بحالة شديدة من الجدل في الخارج ما بين مؤيدين ومشككين بسبب أنها خرجت من داخل السجون ولا تعبر عن حرية واقتناع كاملين على حد وصف المعارضين لها. الجماعة الإسلامية تستغرب الدكتور فضل في غضون ذلك، ذكرت تقارير صحفية أن قيادات الجماعة الإسلامية في مصر الذين سبق لهم إطلاق مبادرة وقف العنف الأولي في مصر، قبل عشر سنوات مصابون بحالة من الاستغراب، من موقف الشريف. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصدر مطلع بالجماعة قوله: "إننا نعرب عن دهشتنا من موقف الشريف الذي لم يذكر الجماعة الإسلامية في أي موضع من مبادرته، رغم أن الجماعة هي التي وضعت اللبنة الأولى لوقف العنف في مصر وكذلك كانت أول من بادر بتأييد مبادرته التي أطلقها قبل أيام". وأضافت المصادر أنها لا ترى مبررا لهذا التجاهل من جانب الشريف، رغم أن الجماعة التي تعرضت للهجوم الأعنف والكثير من الاتهامات وقت إطلاق مبادرتها، كانت أول المباركين لإطلاق مبادرة الشريف، حيث أصدر منظر الجماعة ورجلها الثاني الدكتور ناجح إبراهيم بيان تأييد ودعم، ثم عادت الجماعة، وأصدرت بيانا آخر وصفت فيه مبادرة الشريف "بالشجاعة" ودعت قيادات الخارج لعدم التشكيك فيها. ..وترفض التشكيك في المراجعات ودعت الجماعة الإسلامية أصوليي الخارج لعدم التشكيك في مبادرة الشريف، فيما اعتبرت الجماعة ان هذه المبادرة هي إحدى ثمار مبادرتها لوقف العنف التي أطلقتها قبل عشر سنوات، مشيرة إلي أن مثل هذه المراجعات في الماضي القريب كانت تعد ضرباً من ضروب المستحيل داخل الحركة الإسلامية. وقالت الجماعة الإسلامية في بيان إن: "وثيقة ترشيد الجهاد هي ثمرة غالية من ثمار مبادرتنا المباركة وخطوة هامة يخطوها إخواننا على طريق الخير الذي بدأناه لأوطاننا وأمتنا عن طريق تحقيق الأمن وصون الدماء وحفظ الأرواح، بإنهاء الاضطراب والخوف والقلق والاحتقان داخل مجتمعاتنا الإسلامية". ودعت الجماعة أصوليي الخارج إلى وقف حملة التشكيك في المبادرة والتجريح في شخص القائمين عليها كما فعلوا مع الجماعة الإسلامية من ذي قبل. وتابعت الجماعة "أن المبادرة التي أطلقها قادة تنظيم الجهاد في مصر وعلى رأسهم الدكتور سيد إمام الشريف حملت فرحة حقيقية ملأت قلوبنا ونحن نرى إخواننا يسيرون على دربنا ويقومون ببعض ما قمنا نحن به قبل عشر سنوات". وأشارت الجماعة الى انه "يزيد من أهمية هذه الوثيقة أن من كتبها هو الدكتور سيد إمام الشريف أو الدكتور فضل صاحب كتاب (العمدة في إعداد العدة) و(الجامع في طلب العلم الشريف) وهما دستور تنظيم القاعدة ومرجعيتهما العلمية والفقهية في العمليات المسلحة طوال السنوات الماضية". وأكدت الجماعة انه "كان لابد من قرار شجاع يوقف نزيف الدماء يعالج الأزمات المستحكمة التي تبدو للناظرين أن لا حل لها، فكانت مبادرة وقف العنف والتي استطاعت ردم الهوة بين الحركة الإسلامية وبين الدولة والمجتمع، وفتحت الطريق أمام بدء حوار جاد وفعال حول مستقبل العلاقة بين الحركة الإسلامية وبين الدولة، قد يسهم في معالجة تشوهات الماضي وسلبياته، ويساعد على تجاوز الأزمات الموروثة بين الطرفين، ويعمل على مسح أحزان الماضي".