لندن: اعلنت منظمة العفو الدولية "امنستي انترناشنال" إن دول حلف شمالي الاطلسي تغض الطرف عن مخاطر التعذيب المستمرة في حق المحتجزين في السجون الافغانية. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" عن تقرير صادر عن المنظمة إلى وجود ما وصفته بأنه اعمال تعذيب "متواصلة" واساءات اخرى يقوم بها جهاز الاستخبارات والامن الافغاني. يذكر ان القانون الدولي يحرم نقل المساجين إلى مكان او سجن آخر في حال وجود شك باحتمال تعرضهم للتعذيب او الاساءات. وتسعى العفو الدولية إلى العمل على وقف نقل هؤلاء المساجين إلى تلك السجون حتى يتم وضع ضوابط للحد من التعذيب والاساءات. وهناك بعض الدول الاعضاء في قوة المساعدة على حفظ الامن في افغانستان والتي يقودها الناتو (ايساف) ومن ضمنها بريطانيا وهولندا وكندا، قد وقعت على "مذكرات تفاهم" مع السلطات الافغانية من المفترض ان تتضمن تعهدات بمعاملة المساجين المرحلين إليها بموجب الاعراف والقوانين الدولية. إلا أن العفو الدولية تقول، في تقرير صدر عنها، إن رصد ومراقبة تطبيق تلك الاتفاقيات امر مستحيل، والسبب يعود جزئيا إلى ان معظم مناطق افغانستان يصعب الوصول إليها. ويقول تقرير "امنستي انترناشنال" إن المساجين في المعتقلات والسجون الافغانية تعرضوا للجلد والانكشاف على البرد القارس، والحرمان من الطعام. وينتهي التقرير إلى أن وجوب وقف جميع عمليات ترحجيل ونقل السجناء إلى السجون الافغانية اثناء القيام بالجهد المطلوب لتحسين اوضاع تلك السجون، وتوفير التدريب اللازم لطواقم وحراس تلك السجون. إلا أن قوة ايساف غير مستعدة لتغيير الاوضاع الحالية، حيث قال المتحدث باسمها جيمس اباثوريا إن "افغانستان بلد ذو سيادة، وهو ما يجعل المسؤولية القانونية في احتجاز المساجين تقع على كاهل الافغان".واضاف: "ليس من واجب الناتو ان يقيم نظاما موازيا يعمل خارج حدود قوانين البلاد". وقالت العفو الدولية إن السلطات البريطانية اكدت على انها تحقق في مزاعم وقوع حالات تعذيب لسجين نقل في سبتمبر/ ايلول الماضي، موضحة ان ضابطا بلجيكيين اعترفوا بفقدانهم لاثر محتجز متهم بانه مفجر انتحاري بعد ان سلم إلى جهاز الاستخبارات الافغاني. كما قال تقرير المنظمة إن امنستي انترناشنال لم تفحص نظام الاحتجاز للقوات الامريكية المرابطة في افغانستان.