وساطة مزدوجة تقوم بها أنقرة لخدمة دمشق الأسد يسعى لحضور مؤتمر بوش واستئناف المفاوضات مع اسرائيل محيط - وكالات الأسد وقرينته فور وصولهما لتركيا أنقرة: ذكرت تقارير إخبارية ان الزيارة التي بدأها أمس الرئيس السوري بشار الأسد إلى أنقرة وتستغرق أربعة أيام ، تهدف في المقام الأول الى مطالبة الجانب التركي بالتدخل لدى الولاياتالمتحدة من أجل دعوة بلاده لحضور مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش في أنابوليس الشهر القادم وكذلك الوساطة التركية بين إسرائيل وسوريا في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام بينهما والتي كان الاسد قد أعلن عنها في مقابلته الشهر الماضي مع صحيفة "الشروق" التونسية. وكان الاسد قد وصل مساء امس الى انقرة في "زيارة عمل" تلبية لدعوة من نظيره التركي عبد الله جول، على رأس وفد يضم وزير الخارجية وليد المعلم. وقالت مصادر متطابقة ان الزيارة تستهدف تهنئة جول بفوزه بالرئاسة و "تأكيد الصداقة" القائمة بين البلدين والتي دشنت بزيارة الاسد في بداية العام 2004، اضافة الى البحث في ملفات العراق ولبنان وفلسطين و "مؤتمر الخريف" واحتمال استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية. وكان الرئيس السوري قد أعلن مطلع هذا الشهر في مقابلة مع محطة BBC أن بلاده ليست في وارد حضور المؤتمر أبدا إذا لم يدرج موضوع الجولان على جدول أعمال المؤتمر . وأعلنت إسرائيل والولاياتالمتحدة بشكل واضح أن موضوع الجولان ليس على جدول أعمال المؤتمر، وأن النقطة الوحيدة التي ستتم مناقشتها هي الدولة الفلسطينية ومقومات وجودها ، وأن دعوة سوريا ستكون بوصفها عضوا في " اللجنة الرباعية " العربية وليس بصفتها كطرف في الصراع مع إسرائيل . وأكد مصدر في حزب العدالة والتنمية لموقع " الحقيقة " الالكتروني أن الاسد يعلق أمالا كبيرة على وساطة تركية مع واشنطن بشأن تأمين كرسي له في المؤتمر ، وعلى الوساطة التركية بشأن استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وقال المصدر " إن الرئيس السوري تحدث بشكل مباشر عن الأمرين خلال زيارة وزير الخارجية التركية علي بابا خان الأخيرة إلى دمشق ، وطلب منه إيصال هذه الرغبة إلى المسؤولين الأتراك كيما يدرج موضوعها على جدول أعمال زيارته " ونقلت جريدة "الحياة" اللندنية عن مصادر تركية قولها ان انقرة أكدت: " ان سياسة العزل الاميركية لدمشق، ليست جيدة ولا مفيدة"، لذلك تسعى الى عقد لقاء بين المعلم ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس على هامش مؤتمر "جوار العراق الموسع" في اسطنبول يومي 2 و3 الشهر المقبل. لكن الجانب التركي يرى ايضاً ضرورة ان تحضر سورية المؤتمر الدولي في انابوليس لأنه "يساهم في كسر العزلة بدل زيادتها". كما انه يسعى الى وضع كل المسارات التفاوضية على طاولة "مؤتمر الخريف" لأنه مقتنع بأنه "لا يجوز وضع مسار تفاوضي في الثلاجة والثاني على النار الساخنة". أيضا سيكون الوضع في لبنان على جدول اعمال الزيارة. وقالت المصادر ان انقرة ستحث دمشق على "الاستمرار في لعب دور بناء لحل الأزمة"، الامر الذي يعني "اقناع المعارضة بانتخاب رئيس توافقي" لتمرير الاستحقاق الرئاسي. كذلك ستكون الغارة الإسرائيلية على سوريا مطلع الشهر الماضي في جدول مباحثات الأسد، الذي تناول العشاء أمس مع نظيره التركي عبد الله جول، ولا سيما أن أنقرة كانت قد أوفدت وزير خارجيتها إلى الدولة العبرية للحصول على إيضاحات حول الغارة وإسقاط خزانات وقود الطائرات الإسرائيلة في الأراضي التركية. الأزمة التركية العراقية رئيس الوزراء التركى وتتزامن زيارة الأسد مع التوتّر على الحدود التركية العراقية في ما يتعلق بملف حزب "العمال الكردستاني"، الذي كان سبب توتّر بين سوريا وتركيا نهاية القرن الماضي، انتهى بطرد دمشق لزعيم الحزب عبد الله أوجلان في عام 1998. وقالت مصادر تركية ان انقرة تتوقع من الجانب السوري "تفهما" لنيتها القيام بعملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق والعمل على اضعاف "الكيان الكردي" الذي نشأ في السنوات الاخيرة. واتفقت مصادر سورية وتركية على ان "السياسة العراقية" لكل من دمشقوانقرة " متشابهة ان لم تكن نفسها"، اذ يريد الطرفان الحفاظ على "وحدة العراق ارضا وشعبا ومنع اي خطوة لتقسيمه". وتأمل أنقرة من دمشق العمل على فتح بوابة حدودية جديدة في شمال شرقي سورية، تستهدف اضعاف الكيان الكردي الذي نشأ في السنوات الاخيرة وخطوات تقسيم العراق، مشيرة الى وجود "تبادل معلومات وتعاون في مجال مكافحة الارهاب" بموجب اتفاق أضنة الامني للعام 1998 والى اهمية ان "لا يقدم أي طرف خارجي دعما لحزب العمال". مون يطلب من تركيا عدم شن هجوم على الاكراد في غضون ذلك، حث السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون تركيا عدم شن اى هجوم عسكري على الاكراد فى شمال العراق لان "الوضع فى المنطقة لايحتمل المزيد من التازيم". وقال مون فى تصريحات للصحفيين الليلة الماضية ان "اى تحركات من قبل اى دولة يجب الا يخلق اى اهتمام فنحن اولا نواجه وضعا صعبا جدا وحساسا فى العراق ونحتاج الى دعم كامل من جميع الدول فى المنطقة". واضاف ان الحكومة التركية ستستضيف مؤتمرا دوليا حول الوضع فى العراق اوائل نوفمبر المقبل "لذلك اننى على ثقة تامة بان جميع وكافة الدول فى المنطقة ستعمل وفقا للسلام والامن فى المنطقة". وكانت الحكومة التركية اقرت قبل يومين مذكرة لشن عملية توغل عسكري في شمال العراق ضد عناصر حزب العمال الكردستاني على أن يتم طرحها على البرلمان للمصادقة عليها اليوم..