أنقرة: من المقرر ان تُجرى اليوم الاثنين في البرلمان التركي الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية لاختيار الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية ، في خطوة اولى من عملية سياسية يفترض ان تؤدي الى انتخاب وزير الخارجية عبدالله جول رئيسا للبلاد. ويخوض جول معركة الرئاسة في ظل اتهامات له بمعارضة العلمانية وانتماءه للتيار الاسلامي, فضلاً عن انتقادات لارتداء زوجته وابنته الحجاب, إلا أن محللون قالوا:" إن جول سيفوز بالرئاسة في الجولة الثالثة والتي تجري بالأغلبية المطلقة". ويشار الى ان النواب سوف يقومون بالادلاء بأصواتهم في عملية اقتراع سرية لاختيار الرئيس لولاية واحدة من سبع سنوات. ولا يرجح انتخاب جول من الدورة الاولى او الدورة الثانية من عملية الاقتراع. إذ إن حزب "العدالة والتنمية" الذي رشحه لا يملك أغلبية الاصوات المطلوبة لانتخاب الرئيس من الدورتين الأولى والثانية وهي 367 صوتاً، اي ثلثي عدد النواب (550 نائبا). إنما سيكون في الإمكان انتخابه في الدورة الثالثة المحددة في 28 اغسطس/آب من دون صعوبة، كون الاكثرية المطلوبة للانتخاب في الدورة الثالثة هي الأغلبية المطلقة، اي 276 صوتا. ويتنافس على مقعد الرئيس في الجولة الاولى اليوم مرشحان يتشابهان فى الكثير من الأمور, وأهم أوجه الشبه التى لفتت الأنظار فهي أن مرشحي الرئاسة عن حزب العدالة والتنمية الحاكم جول وحزب الحركة القومية صباح الدين أوغلو هما نائبان بالبرلمان عن مدينة واحدة هى قيصرى بوسط تركيا . كما أن المرشحين سبق لهما خوض انتخابات الرئاسة من قبل, فقد خاضها جول فى أبريل/نيسان الماضى وتسببت مقاطعة المعارضة فى عدم استكمالها داخل البرلمان، كما خاضها أوغلو عام 2000 حيث حدثت أزمة مشابهة للأزمة التى صاحبت ترشيح جول ولكنها انتهت باتفاق الأحزاب على اختيار مرشح من خارج البرلمان، ووقع الاختيار على رئيس المحكمة الدستورية أحمد نجدت سيزار ليكون الرئيس الحالي . وكلاً من المرشحين يحظى بموقع متميز فى حزبه، فجول هو الرجل الثانى فى حزب العدالة والتنمية، وكذلك أوغلو هو نائب رئيس الحزب , لكن هناك اختلافات بينهما لصالح جول الذى تولى منصب وزير دولة ثم رئيس وزراء ثم وزير خارجية، بينما تقلد أوغلو منصبا واحدا هو وزير الدفاع. هذا وقد أعلن حزب اليسار الديمقراطي المعارض ترشيح أحد أعضائه إلى الانتخابات الرئاسية التركية المقررة اليوم. وذكرت وكالة "الأناضول" التركية ان حسين تيفون ايجلي وهو وزير سابق قدم ترشيحه إلى البرلمان قبل ساعات قليلة من نهاية المهلة المحددة مع منتصف ليل الأحد. وبذلك يكون ثالث مرشح بعد وزير الخارجية عبد الله جول وصباح الدين جكمكوغلو وزير الدفاع السابق . ويعتبر جول الأوفر حظا لفوز بالانتخابات الرئاسية. ويستنتج من الترشيحين الآخرين أن حزبي اليسار الديمقراطي والعمل القومي لن يقاطعا عملية الاقتراع الأمر الذي يضمن النصاب في البرلمان خلال عملية الاقتراع وبالتالي عدم تكرار الأزمة المؤسساتية التي هزت البلاد في ابريل /نيسان الماضي. في المقابل قرر حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة مقاطعة الاقتراع مجددا، معتبرا انتماء جول إلى التيار الإسلامي سابقا يدل على انه ليس متمسكا بالدفاع عن القيم الجمهورية والعلمانية. ويعتبر منصب رئيس البلاد رمزيا الى حد بعيد، الا ان صلاحياته تشمل تعيين موظفين كبار في مؤسسات رئيسية مثل قضاة المحكمة الدستورية. كما ان له رأيا في القوانين المعتمدة في البرلمان.