اثارت صفقة الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط كثيرا من اشكال الجدل والنقاش في الفترة الاخيرة ، وذلك بعد وساطة القاهرة بين حماس والجانب الاسرائيلي لانجاح الصفقة . وخرج كثير من المجتهدين السياسيين بتوقعاتهم المختلفة بعد نجاح الصفقة فمنهم من يتوقع الافراج عن جرابيل الجاسوس الاسرائيلي المقبوض عليه بالقاهرة .
واخيرا ذهبت بعض التوقعات والتكهنات السياسية الى وجود ثمة علاقة بين الافراج عن شاليط وتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد إيران، وتساءل احد العسكريين الاسرائيليين هل استدعى نتنياهو وباراك هذه السقطة الصغيرة من اجل انجاز كبير؟. هذه الأسئلة وغيرها طرحها المعلق العسكري في صحيفة "هارتس" أمير أورن، وحاول ربط خيوطها بتجارب سابقة لرؤساء حكومة ووزراء امن إسرائيليين للوصول الى نتيجة، قد تكون معدة سلفا .
وتقول بان بنيامين نتنياهو وايهود باراك يعدان العدة لمغامرة عسكرية ضد إيران .
وكان باراك قد غضب منذ اسابيع من قائد الجبهة الداخلية، الجنرال ايال ايزنبرغ الذي تنبأ بوقوع حرب إقليمية شاملة ، ولكن يبدو ان ايزنبرغ كان صادقا، وبالذات لأن سوريا تعاني من حالة ضعف وفي مصر يحكم ولا يسيطر تماما، مجلس عسكري من الممكن أن تنشب حربا اقليمية تتخللها صواريخ ستنهال على إسرائيل، من الشمال والجنوب، ردا من قبل حزب الله وحماس على عملية كبيرة يقوم بها الجيش الإسرائيلي او ضربة استباقية ضد إيران. وعلى العكس من كل التوقعات يقول أورن، "معروف أن نتنياهو عارض صفقة جبريل عام ،1985 عندما كان سفيرا لاسرائيل في الاممالمتحدة، حتى أنه خرب على مقابلة تلفزيونية كانت قد حددت مع مسؤوله السياسي، موشيه ارنس، في حينه، لغرض تبرير الصفقة ويعرف هو وايهود باراك، ان خريجي وحدة مظليين يعتزان بنفسيهما بهذا القدر، مثلهما، لم يستسلما لاحمد جعبري ومحمد ضيف". ويستدل اورن، من سلوك رؤساء حكومة سابقين، أن نتنياهو وباراك في طريقهما لمغامرة عسكرية، حيث يورد مثال بن غوريون الذي اخرج عشية حرب ال56 من حكومته وزير الخارجية في حينه موشيه شاريت، الذي عارض الحرب، ومثال بيغن الذي فضل ضرب الفرن الذري العراقي عام 1981، على ضرب الصواريخ ارض جو، التي نصبتها سوريا في البقاع اللبناني ومثال شارون الذي ابتز من الكسندر هيغ، وزير الخارجية الامريكي في ايار عام ،1982 ابتز منه تأييدا للحرب التي شنتها حكومة إسرائيل، لاحقا، على لبنان الأمر الذي جعل حكومة ريغان تسكت لاحقا على الحرب. وكان باراك ونتنياهو قد شنا هجوماً على قادة الأجهزة الامنية، قائد الاركان غابي اشكنازي ورئيس "الشاباك" يوفال ديسكين ورئيس "الشاباك" مئير دغان، لأن دغان وديسكين اثقلا على نتنياهو وباراك في موضوع ايران وديسكين ازعجهما في موضوع الخضوع لحماس المرتبط بهذا الموضوع ايضا، وفي القضيتين خشي الاثنان من مواجهة المستوى المهني في الحكومة وفي الشارع ولاحقا في لجنة التحقيق اذا ما ثبت أن الانذارات محقة.