تمكنت أسواق الأسهم على مستوى الدول ذات الاقتصاديات الناشئة من إحراز أعلى ارتفاع لها منذ حوالي أسبوعين لتبدأ في تجاوز الخسائر المسجلة منذ بداية العام الحالي. وقد جاء ذلك التعافي السريع للأسواق في ظل حالة من التفاؤل سادت أوساط المستثمرين إزاء إمكانية أن تسهم خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتخلص من الأصول المتعثرة للمصارف في دعم جهود إنعاش نمو الاقتصاد العالمي. وقد قفز سعر سهم مصرف "آي سي آي سي آي" بنك الذي يعد ثاني أكبر بنك في الهند بحوالي 6.1 % وذلك مع ترقب الأسواق لتفاصيل خطة الإدارة الأمريكية والتي تستهدف شراء ما قيمته تريليون دولار من الأصول المتعثرة. وفي بورصة شنغهاي واصلت الأسهم الصينية ارتفاعاتها للجلسة السادسة على التوالي وهو ما اعتبر أطول فترة مكاسب لها منذ أكثر من 17 شهرا. وفي بورصة موسكو, ارتفع سعر سهم شركة " أو إيه أو لاك أويل", التي تعد ثاني أكبر شركة للنفط في روسيا, وذلك إلى أعلى مستويات لها منذ أكتوبر الماضي نتيجة انتعاش أسعار النفط الخام في الوقت الذي أوصى فيه مصرف "سيتي جروب" بشراء أسهم الشركة. وأشار تقرير أوردته شبكة "بلوم برج" الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى ارتفاع مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة بنحو 3.3% ليتجه نحو إحراز أول ارتفاع للعام خلال العام الحالي منذ التاسع من يناير الماضي. وكان المؤشر الذي يرصد أداء الأسهم على مستوى 23 دولة من الدول ذات الاقتصاديات الناشئة قد مني بتراجع قدرت نسبته ب 54% في العام الماضي و16% منذ بداية العام الحالي وذلك في ظل تداعيات الكساد العالمي على نتائج أعمال الشركات. غير أن مؤشر الأسواق قد سجل ارتفاعا خلال شهر مارس بحوالي 14% ليتجه بذلك نحو تسجيل أكبر ارتفاع شهري منذ شهر ديسمبر 93, وقد تلقى المؤشر دعما في ضوء التوقعات المتفائلة بشأن تنامي فرص انتعاش الطلب على المعادن والسلع الأولية بشكل عام كنتيجة لخطة التحفيز الاقتصادي الضخمة التي أقرتها الصين والتي تستهدف تمكين رابع أكبر اقتصاد في العالم، من تجاوز الكساد العالمي الراهن.