في الوقت الذي خرجت فيه التقارير الدولية والإقليمية تؤكد على أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها المنطقة خاصة فى مصر وتونس أثرت سلبيا على اقتصاد المنطقة وأسواقها، رأى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية في لبنان فؤاد السنيورة ،أن نجاح الانتفاضات العربية يضع عملية الإصلاح الاقتصادي على الطريق الحقيقي والصحيح. ولدى افتتاح الدورة ال 19 ل "منتدى الاقتصاد العربي"قال السنيورة الذي مثل فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، إن "نجاح الانتفاضات العربية يسهم في وضع عملية الإصلاح الاقتصادي على الطريق الحقيقي والصحيح"، حسبما ذكرت وكالة الانباء الصينية "شينخوا". ولافت السنيورة الى ان الجهود التي بذلت في العقدين الماضيين في العالم العربي لضمان استقرار الاقتصاد لم تنجح كليا في أكثر من بلد عربي. وتابع المسئول اللبناني انه "في معظم الدول العربية تغيب الشفافية ويغيب التقدم الكاف على مسار سيادة الحكم الرشيد المتقبل للمحاسبة والمساءلة"، معتبرا أن "العقد الاجتماعي الاقتصادي الجديد المطلوب إبرامه يجب ان يتضمن إنشاء المؤسسات القادرة على دفع الإصلاحات السياسية والديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية مع تفعيل قدرة هذه المؤسسات على ممارسة الرقابة وتحقيق التوازن بين بعضها بعضا". وشدد على "حماية الديمقراطيات الناشئة وصون حيويتها وحماية عروبتها والتزامها بالخطوط الوطنية العربية العريضة وإقدارها على لعب دورها في تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك". وتتناول جلسات المنتدى الذي يعقد على مدار يومين، بحضور 600 مشارك من 18 بلدا، بينهم وزراء ونواب ودبلوماسيون ورؤساء الهيئات الاقتصادية وكبريات المصارف والشركات، المتغيرات في العالم العربي وانعكاساتها على الاقتصاد والسياسات المالية والمصرفية. وتناقش محاور الجلسات قضايا السياسات الاقتصادية والمالية في ظل المتغيرات السياسية وكيفية بناء مستقبل جديد في العالم العربي في مرحلة التغيير وكيفية تفاعل الاقتصاد العربي مع التحولات السياسية وملامح المرحلة المقبلة في الصناعة المصرفية والتمويل وكيفية إعادة صياغة مناخ جديد للاستثمار والأعمال. بدوره، قال وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال ورئيس اتحاد الغرف العربية عدنان القصار في كلمة مماثلة، إن "ما سيكونه عالمنا العربي بعد هذه الموجة التاريخية سيؤثر تأثيرا مباشرا على اقتصاداتنا وعلى مصالح شعوبنا وعلى صورة العمل في الوطن العربي في مجمل الحقول الاقتصادية في المرحلة المقبلة بعد أن يستقر المشهد العربي عند نقطة معينة".