الرئيس الامريكي باراك اوباما في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن اقتصاد بلاده يشهد تحسنا رغم ما يواجهه من "رياح معاكسة" نظرا للقلق الراهن إزاء ارتفاع العجز في الميزانية وارتفاع نسبة البطالة إلى مستويات قياسية بالإضافة إلى أزمة الديون السيادية في أوروبا، يكثر الحديث في وسائل الإعلام الأمريكية عن تكهنات بكارثة اقتصادية كبيرة لأكبر اقتصاد في العالم.
التبشير بالأسوأ
ولا شك أن هذا التيار المتشائم بزعامة الاقتصادي الذي توقع فوضى أزمة الرهن العقاري والذي ما زال يبشر ب"الأسوأ"؛ الاقتصادي نورييل روبيني. ونقلت وسائل الإعلام عن روبيني خلال منتدى اقتصادي في بداية سبتمبر/ أيلول الجاري في إيطاليا "إن الولاياتالمتحدة استنفدت كل ذخيرتها... وأي صدمة صغيرة في هذه المرحلة يمكن أن تدفع بها إلى الانكماش"،فيما يعبر اقتصاديون آخرون أقل اتصالا بوسائل الإعلام عن رؤى أحلك".
قصة خيالية
ومن خلال نسج قصة أقرب إلى الخيال، نجح الأستاذ في جامعة بوسطن ، فلورنس كوتليكوف الذي يحذر منذ الثمانينيات من خطر العجز العام نجح فجأة في إضفاء شرعية على تكهناته بعرضها في نشرة لصندوق النقد الدولي تحمل اسم "فايننس آند ديفلوبمنت".
وتتحدث قصة كوتليوكوف عن "خلاف تجاري بين الولاياتالمتحدة والصين يدفع بكين إلى تصفية سندات الخزانة الأمريكية في تحرك تنتقل عدواه إلى جميع أنحاء العالم... وهذا الأمر يؤدي إلى خروج مبالغ هائلة من الأموال من الولاياتالمتحدة وضخ مبالغ هائلة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في النظام المالي... وفي النهاية يضرب تضخم مفرط الاقتصاد"، لكن المؤلف اعترف بوجود سيناريوهات أقل شؤما وربما معقولة لكنها سيئة.
معدلات البطالة فى مستويات قياسية الرأي العام
وعن الرأي العام الأمريكي، كشف استطلاع للرأي صادر عن أحد المعاهد الاستراتيجية نشر أول من أمس الجمعة أن 65% من الأمريكيين يعتقدون أن هناك انكماشا جديدا سيحدث.
وعلى الصعيد نفسه أفاد استطلاع لصحيفة "وول ستريت جورنال" ومحطة "إن بي سي" الأسبوع الماضي إن 65% من الأمريكيين يؤمنون بفكرة أن الولاياتالمتحدة في حالة انهيار راسخة.
أراء فائزون ب"نوبل"
وتعليقا على الفكرة ذاتها، قال كاتب الافتتاحية في صحيفة "نيويورك تايمز ديفيد" أن هذا صحيح، قائلا "المشاكل الاقتصادية الحالية بنيوية ومشكلات السوق عميقة ولا يمكن معالجتها" ، كما رأى أن الولاياتالمتحدة تفقد تفوقها كما حدث لبريطانيا قبل قرن واحد، وتوقع الكاتب في الصحيفة الاقتصادي بول كروجمان حائز جائزة نوبل للاقتصاد في 2008 أسوأ من ذلك؛ إذا أعطى الناخبون أصواتهم إلى الجمهوريين.
وقال كروجمان أول من أمس الجمعة "لا يمكن أن نقدر إلى أي حد ستكون مدمرة إذا طبقت الاقتراحات الاقتصادية التي تقدم بها زعيم المعارضة في مجلس النواب جون بورنر، موضحا أنها تعني عددا أقل من الوظائف ومزيدا من العجز وهو مزيج مثالي".
كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن فائز آخر بجائزة نوبل للاقتصاد (في 2002) فيرنون سميث قوله "يجب مواجهة الأمور: علينا أن نعيش على الأرجح مخاضا طويلا جدا قبل أن نخرج من الأزمة". التوقعات الدولية
وعلى المستوى الدولي، تسلل التشاؤم حتى إلى توقعات صندوق النقد الدولي؛ ففي مذكرة إلى دول مجموعة العشرين الجمعة عبر اقتصاديو المؤسسة المالية الدولية عن تخوفهم من موجة ثانية من أزمة العقارات في الولاياتالمتحدة بخسائر غير متكافئة للمصارف الصغيرة والمتوسطة.
وكانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية،قد توقعت أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بمعدل 2% في الربع الثالث من العام الجاري و1.2% في الربع الأخير، بعدما حقق معدل نمو بلغ 1.6% في الربع الثاني و3.7 % في الربع الأول.
دفاع أوباما
وعلى الجانب الأخر، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما, إن اقتصاد بلاده ينمو ولكن ليس بسرعة كبيرة بما يكفي وانه ليس هناك حل عاجل لعلاج مشكلاته، مؤكدا أن مجموعة البيانات الاقتصادية المحبطة التي نشرت خلال الأسابيع القليلة الماضية هو أمر توقعته لإدارته.
و في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" التلفزيونية: ولم يعط أوباما إشارة تذكر إلى أي مقترحات جديدة ربما يتم الكشف عنها خلال المستقبل القريب، مشيراً إلى أن سياسات المدى القصير المرتبطة بموسم الانتخابات ربما تجعل من الصعب إجازة مثل هذه الإجراءات الآن.
وكان أوباما قد أكد مرارا اقتصاد بلاده يشهد حاليا تحسنا رغم ما يواجهه من "رياح معاكسة" ، مؤكدا أن هناك بعض الاتجاهات الإيجابية في عدد من القطاعات غير انه في ضوء المشاكل التي تشهدها أوروبا تظهر بعض المصاعب والتراجعات على مستوى الأسواق.