استمرارا لمسلسل الحروب التجارية خبراء: الزجاج الصيني جرح "كرامة" أمريكا
img title="صورة لتصميم برج " height=200 src="http://10.1.1.37/mi/68/225-300/686534.jpg" width=225 align=left ? الحرية?? صورة لتصميم برج محيط – زينب مكي
أعتبر سناتور أمريكي بارز أن إرساء عقود الزجاج الذي سيغلف طوابق برج "مركز التجارة العالمي" الجديد بمثابة صدمة ل"لعزة الوطنية" نظراً للرمزية العظمى التي يحملها البرج .
ويجري العمل حاليا على قدم وساق لبناء برج مكاتب شاهق على أنقاض مركز التجارة العالمي الأميركي ،ويشهد هذا البرج على تراجع قطاع صناعة الزجاج في الولاياتالمتحدة بعد أن فازت بتوريد الزجاج المعتم المقاوم للصدمات للطوابق العشرين الأولى للبرج شركة "بكين جلاس".
ويرى السناتور شيرود براون وعضو الحزب الديمقراطي في أوهايو، التي لا تزال من كبرى الولايات المصنعة للزجاج أنه نظراً للرمزية العظمى التي يحملها برج مركز التجارة العالمي فهو يعتبر أن إرساء عقود الزجاج على من يتقدم بأدنى الأسعار وهو ما فعلته هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي العام الماضي بمثابة صدمة "للعزة الوطنية".
وكانت صناعة الزجاج الأميركية بدأت تتراجع تدريجياً في تسعينيات القرن الماضي وتفاقم تراجعها خلال الأزمة الراهنة، والأسوأ أن شركات كبرى أميركية مثل "كورنينج" و"جارديان اندستريز" تقول إنه حتى لو تعافى الاقتصاد فمن غير المرجح أن تزيد هذه الشركات فرص العمل والإنتاج إلى مستويات ما قبل الأزمة، وفقا لما أوردته صحيفة "انترناشيونال هيرالد تريبيون".
وبالرغم من أن الإدارة الأميركية لا تؤيد مبدأ الحمائية عموماً، وكذلك فإن رابطة عمال الصلب الأميركية تؤيد التجارة الحرة، ولكنها تؤكد أنه فيما يخص الإطارات وأنابيب الصلب والآن الزجاج فإن دعم الحكومة الصينية لها يقوض قوى السوق التي تعتمد عليها التجارة الحرة.
صناعة الزجاج ومع ارتفاع معدل البطالة في الولاياتالمتحدة إلى 10%، فإن مساعي تقليص تسريح العمال تلقى ترحيباً كبيراً، لكي توفر الحمائية لعمال الزجاج الأميركيين من خلال زيادة الرسوم الجمركية على الزجاج المستورد خصوصاً من الصين.
وهذه الخطوة تلقى تأييد رابطة عمال الصلب وعدد من صغار المصنعين الذين يشغلون أكثر من 300 مصنع في الولاياتالمتحدة، وهم يقولون إن صناعة الزجاج الصينية تنافس في السوق الأميركية.
وفي هذا الصدد، يقول تيم تيرتل رئيس قسم صناعة الزجاج في رابطة عمال الصلب الأمريكية "إننا بالقطع نريد فرض جمارك على بعض الزجاج القادم من الصين"، بعد أن هبطت أن نسبة التوظيف في صناعة الزجاج 30% خلال السنوات التسع الماضية إلى أقل من 95000 عامل منهم 15000 من أعضاء الرابطة.
ورغم سعي رابطة عمال الصلب والعديد من الشركات الصغرى إلى الاستفادة من قانون الحمائية إلا أن كبرى شركات تصنيع الزجاج الأميركية لا تؤيد ذلك، إذ أن بعض كبرى الشركات هذه التي لديها مصانع في الصين تستفيد من حزم الصينية، وكذلك من الاقتصادات الضخمة التي يتيحها العمل في الصين، وهو ما يسهل الوصول إلى سوق سريعة النمو في الصين من جهة وتحقيق صادرات ذات سعر تنافسي إلى الولاياتالمتحدة من جهة أخرى.
وفي مناقصة المركز التجاري فازت شركة جارديان بعرض توريد الزجاج المتداخل الطبقات للطوابق الخمسة والثمانين العليا، وستصنع هذا الزجاج قريباً في مصنع لها في كارلتون ميشجان، وهذا الزجاج لم يأت من أميركا، ولكن من مصانع جارديان في ألمانيا ولوكسمبرج، وللشركة حالياً 36 مصنعاً في خارج أميركا يعمل فيها 9000 فرد بزيادة من 6500 فرد عام 2005 ما يتجاوز للمرة الأولى عدد موظفي جارديان في الولاياتالمتحدة.
صناعة الزجاج الملون في ذلك يقول مدير الشركة: "نحو ثلاثة أرباع مبيعاتنا تجري خارج الولاياتالمتحدة، وهذا دأب على الزيادة باطراد منذ عام 1981 حين كنا مورداً محليا"، ومثله مثل العديد من مصانع الزجاج في الولاياتالمتحدة التي نجت من الأزمة، يعمل مصنع "جارديان" في كارلتون بأقل من 85% من سعته الانتاجية، وقل عدد عامليه إلى 410 عاملين من 520 عاملا قبل يناير 2008.
ويقول مدير المصنع إن القوة العاملة لن تعود إلى سابق عهدها، وهو ما يعزي جزئياً إلى الامكانات الجديدة، ولكن أيضاً بسبب أن الزجاج المستورد إلى أميركا يشكل نحو 24% من الاستهلاك المحلي بزيادة من 21% من أربع سنوات، ومن غير المرجح أن يزيد أكبر عملاء صناعة الزجاج (صناعة السيارات وصناعة المباني) الإنتاج إلى المستويات التي تحققت خلال فقاعة المباني السكنية وقبل أزمة الائتمان.
وجدير بالذكر أنه ومع ذلك لا تزال هناك بعض مكامن القوة لصناعة الزجاج الأميركية، فزجاجات المشروبات تصنع في أميركا في مصانع آلية، ومن مصنعين في "أوهايو فالي" يعملان 24 ساعة كل يوم تصنع شركة أنكور هوكينج صحون الخبيز وأكواب الشرب والعلب الزجاجية والشمعدانات وغطاءات العدادات التي تعول على خدمة العملاء مثل التسليم الدقيق في الميعاد المحدد إلى وول مارت من أجل محاربة استيراد الزجاج.