تحت شعار "تحسين وضع العالم: إعادة التفكير، إعادة التصميم، إعادة البناء" شهد المنتدى الاقتصادي العالمي 270 جلسة على مدار خمسة أيام شارك بها أكثر من 2500 شخصية سياسية واقتصادية حول العالم.
وخلال النسخة ال40 للاجتماع السنوي للمنتدى في منتجع دافوس السويسري كانت الصين محط أنظار قادة العالم، وكانت كلمة "الصين" أكثر الكلمات ذكرا خلال عدة موضوعات، تدرجت من التعافي الاقتصادي العالمي من أسوأ أزمة عرفها العالم منذ الكساد العظيم، مكافحة العالم لتغير المناخ والإصلاح المالي الدولي إلى الإدارة العالمية الأفضل، و لم يعد التركيز هذا الاجتماع على صعود الصين، لكنه امتد إلى التأثير الذي ستتركه كل خطوة الصين على العالم.
ووفقا للتقرير الإخباري الذي أوردته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن المشاركة الصينية في المنتدى عٌقدت جلستان خصيصا حول الصين هذا العام؛ ركزت الجلسة الأولى على كيف ستعمل العلاقات الصينية-الأمريكية على إعادة صياغة الأجندة العالمية، فيما تناولت الأخرى الأبعاد العالمية للتحول الاقتصادي للصين.
ومن أبرز الشخصيات الصينية المشاركة في المنتدى هذا العام نائب رئيس مجلس الدولة الصيني لى كه تشيانج، والنائب السابق لرئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، تشينغ سى وى، ونائب رئيس بنك الشعب الصيني تشو مين، والرئيس التنفيذي لشركة "تشاينا موبايل" وانغ جيان تشو.
احدى جلسات منتدى دافوس ورغم أن بعض المشاركين أعربوا عن قلقهم إزاء النمو الاقتصادي في الصين، إلا أن تشيانج أبدى قدرا من الثقة في دافوس، موضحا أن الصين بصفتها أسرع اقتصاد نام في العالم، باتت مساهما رئيسيا في النمو الاقتصادي العالمي خلال الأعوام الأخيرة، ومن ثم أصبحت توقعاتها الاقتصادية تعنى الكثير بالنسبة للتعافي العالمي.
وأشار تشيانج إلى أن الأرقام أظهرت انه بدءا من عام 2008 بلغت نسبة إسهام الصين في النمو الاقتصادي العالمي 20%، وبينما انخرطت كافة الدول المتقدمة في أزمة اقتصادية في عام 2009، تحقق نصف النمو العالمي تقريبا في الصين.
وقال انه في فترة ما بعد الأزمة، ستحقق الصين استقرارا طويل الأمد وتنمية اقتصادية سريعة من خلال تعزيز الطلب المحلى وتدعيم إعادة الهيكلة الصناعية والتحديث وتعميق الإصلاح والانفتاح بشكل أكبر على العالم.
وقال محللون أن "حمى الصين" في دافوس عكست التحول الجاري في توازن القوى العالمية، ما يجعل من إصلاح الإدارة العالمية أمرا ضروريا.
وتمشيا مع هذا التغير الجوهري، جذبت مجموعة ال20، التي تضم كبرى الدول المتقدمة والنامية، الأضواء من مجموعة الثماني للدول المتقدمة، لتصبح الأولى منبرا رئيسيا للتعاطي مع التحديات العالمية.
وعن المشاركة الصينية في "دافوس 2010" دعى التنين الصيني إلى تحسين الإدارة العالمية من خلال دعم صوت وتمثل الدول النامية، وفي هذا الصدد قال تشيانج "لقد أجمعت كل الأطراف على إصلاح الهيكل الحالي وتطوير هيكل أكثر إنصافا وفعالية للإدارة العالمية يعكس التغيرات على المشهدين السياسي والاقتصادي للعالم" مضيفا "يجب تبنى مبدأ المشاركة المتكافئة والتعاون الشامل."