نيويورك: تمكن سعر المعدن الأصفر من تسجيل مستوى قياسيا جديدا خلال تعاملات اليوم في أسواق المعادن الدولية بعد مواصلة ارتفاعاته فوق ال 1000 دولار للأونصة. وقد تلقى المعدن دعما خلال المرحلة الراهنة في ظل التوقعات التي ترجح إمكانية حدوث انخفاضات في أسعار صرف العملات خاصة الدولار الأمر الذي يسهم في تحفيز حركة الاستثمارات نحو أسواق السلع الأولية ومن بينها سوق المعدن الأصفر كملاذ للحد من تداعيات التضخم على رؤوس الأموال. فقد قفز سعر العقود الآجلة للمعدن الأصفر ليبلغ أعلى مستوياته خلال تعاملات اليوم 1045 دولار للأونصة متجاوزا بذلك المستوى القياسي السابق المسجل في مارس من العام الماضي حينما بلغ سعر الأونصة 1033.90 دولار. وتشير الإحصائيات إلى أن السعر الفوري للمعدن في طريقه لإحراز ارتفاعا للعام التاسع على التوالي وهو ما سيعتبر أطول فترة ارتفاعات تحظى بها أسعار الذهب منذ عام 1948. وأشار تقرير أوردته شبكة "بلومبرج" الإخبارية إلى ارتفاع سعر المعدن الأصفر لعقود شهر ديسمبر الآجلة في بورصة نيويورك للسلع بنحو 24.40 دولار أو 2.4% مسجلا 1042.20 دولار للأونصة. وتشير التوقعات إلى أن أسعار المعدن قد تتجاوز مستوى ال 1400 دولار في غضون ستة أشهر. وقد سجل السعر الفوري في بورصة لندن ارتفاعا بنحو 2.6% مسجلا مستوى قياسي حيث بلغ 1043.78 دولار. وتقدر نسبة ارتفاعات المعدن منذ بداية العام الحالي بحوالي 18%. ويرى أحد المحللين أن المعدن الأصفر لا ينظر له فقط حاليا في الولاياتالمتحدة كملاذ لمواجهة أية مخاطر محتملة للتضخم بل يتم التعامل مع أسواق المعدن كأداة للحماية من التقلبات في أسعار صرف العملات بصورة عامة. وقد أسهم أيضا استمرار الأداء الضعيف لسعر صرف الدولار في تمكين المعدن الأصفر من تجاوز مستواه القياسي السابق كما أن تمسك العديد من البنوك المركزية خلال المرحلة الراهنة بسياسة "التخفيف الكمي" التي تستهدف شراء الأصول من خلال طبع أوراق نقدية جديدة في إطار إجراءات التحفيز الاقتصادي، قد يدفع إلى مزيد من النمو في الطلب على المعدن كأداة جيدة لتنمية المدخرات والاستثمارات بعيدا عن التأثيرات السلبية لضغوط التضخم.