دبي: كشفت بيانات اقتصادية حديثة أن حجم الاقتصاد السري "الجريمة المنظمة عبر الانترنت حول العالم" تقدر حاليا بنحو 8 مليارات دولار وذلك بالرغم من الكساد الذي يشهده الاقتصاد العالمي الحقيقي في الوقت الحالي بسبب الأزمة المالية العالمية. وحذر جون تيرنر، نائب الرئيس لشؤون المبيعات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، في شركة سيمانتيك الأمريكية لحلول أمن الانترنت والشبكات من أن نسبة 30% من البريد الالكتروني حول العالم هي عبارة رسائل تحوي برمجيات وشفرات "خبيثة"، وأن 30% من مجمل الإنفاق. وأشار إلى أن فرص النمو في المنطقة العربية هي الأعلى عالميا، بالرغم من ملامح الركود الاقتصادي العالمي، مؤكدا أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هما الأكثر نموا في قطاع التقنية وأمن المعلومات تحديدا، وقد اتخذت حكومات هذه الدول قرارات تشجع هذه الفرص. وأكد في كلمته التي اوردتها صحيفة "البيان" الإماراتية أن سمانتيك استحوذت على شركة ماسيج لابس، المتخصصة في برمجيات خدمات الأعمال، لأن سوق خدمات وحلول الأعمال سيتجاوز حجمه 5 مليارات دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، وقد استثمرت سمانتيك ثلثي ميزانيتها المخصصة للاستحواذات العام الماضي. وقد أعلن السكرتير العام لمنظمة التعاون الإقتصادي والتنمية "OECD" أن حجم التجارة الدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات بلغ 2 تريليون دولار فى حين بلغت خسائر الإقتصاد العالمي نتيجة زيادة جرائم القرصنة والإحتيال 2.7 مليار دولار. وعلى الصعيد العربي كشف وكيل وزارة الاقتصاد الإماراتية لقطاع التخطيط محمد الشحي أن أعمال القرصنة والتزييف تكلف منطقة الشرق الأوسط 50 مليار دولار سنويا وذلك باعتبار منطقة الشرق الأوسط تتميز بأسواق ناشئة سريعة النمو ما جعلها عرضة للنشاط المكثف لعصابات التزوير العالمية. وأشار الشحي إلى عوامل عدة تسهم في انتشار أعمال القرصنة والتزييف في منطقة الشرق الأوسط منها أن المنطقة العربية تعد سوقا تتوسع باضطراد كبير ما يجعلها وجهة رئيسية للاستثمارات في مختلف القطاعات. وأضاف أن التزييف يعد أحد أكثر أشكال انتهاكات حقوق الملكية الفكرية انتشارا حيث تطور ليصبح تهديدا عالميا يشكل 10% من حجم التجارة العالمية. ويرى خبراء صناعة الاتصالات أن الفيروسات الإلكترونية وهجمات القرصنة المعلوماتية التي كانت جزءاً من مشاكل الإنترنت، باتت تشكل الآن تهديداً أساسياً للخليوي وشبكاته في الشرق الأوسط. وقد شددت البنوك السعودية من احتياطياتها الأمنية لأنظمتها المصرفية في الفترة الأخيرة، في ظل انتشار أنباء تفيد بمحاولات اختراق أمنية للأنظمة المصرفية للبنوك حول العالم، التي سجلت ازدياداً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، خاصة بعد الأزمة المالية. وفي وقت لا تتوافر معلومات إحصائية تشير إلى عدد أو حجم مستوى عمليات الاختراق في النظام المصرفي السعودي إلا أن هناك تقديرات سابقة قدرت حجم القرصنة الالكترونية على المستوى العربي خلال الفترتين الحالية والمقبلة إلى مليار دولار.