من الواضح أن استمرار المستويات المتدنية لأسعار الفائدة الأمريكية سيكون بمثابة عامل ضغط على سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية خاصة اليورو رغم الانكماش الحاد الذي يواجه اقتصاديات دول منطقة اليورو. فقد تعرض سعر الدولار في نهاية تعاملات الأسبوع بأسواق الصرف لأكبر انخفاض له يسجل خلال يومين مقابل العملة اليورو وذلك منذ شهر ديسمبر في ظل ضغوط عمليات البيع من قبل المستثمرين على الدولار. وتأتي ضغوط التراجع المفاجئة التي واجهت الدولار هذا الأسبوع وذلك بعد المكاسب التي أحرزها في وقت سابق قبيل نهاية الأسبوع مستفيدا من موجة الهبوط الجديدة التي اجتاحت أغلب أسواق الأسهم الرئيسية والتي دفعت المستثمرين للتحرك نحو الدولار باعتباره العملة الرئيسية عالميا للاحتياطات النقدية. كما تلقى الدولار دعما في وقت سابق خلال الأسبوع الأخير بسبب مخاوف المستثمرين في أسواق الأسهم من قيام الحكومة الأمريكية بتأميم اثنين من المصارف الكبرى غير أن تلك الأنباء قد تم نفيها. وبجانب التراجع المحلوظ للدولار مقابل العملة الأوروبية في نهاية الأسبوع انخفض أيضا سعر العملة مقابل الفرنك السويسري والين والدولار الاسترليني. واشارت شكبة "بلوم برج" إلى انخفاض سعر الدولار بنحو 1.3% ليبلغ 1.2846 دولار في جلسة نهاية الأسبوع بأسواق الصرف بنيويورك وليواصل بذلك انخفاضاته حيث تراجع في اليوم السابق ب 1.1%. وقد اعتبر ذلك أكبر انخفاض يتعرض له الدولار على مدى يومين منذ 17 ديسمبر الماضي. وانخفض الدولار بحوالي 1.8% مقابل الفرنك السويسري ليتخلى بذلك عن مكاسبه في اليوم السابق واالتي كانت قد قدرت بحوالي 1.3% وكان اليورو قد تعرض خلال منتصف الأسبوع لانخفاض ملحوظ مسجلا أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ 3 أشهر في ظل قلق المستثمرين في الأسواق الأوروبية من التأثير السلبي للأزمة المالية في دول شرق أوروبا أيضا على معدلات النمو في تلك الدول التي تستخدم العملة الموحدة.