نيويورك محيط: رغم الإجراءات التي تم اتخاذها من جانب الحكومة الأمريكية بنك الاحتياط الفيدرالي للتخفيف من آثار أزمة الائتمان الأخيرة على القطاع المصرفي الا انه من المؤكد ان تداعيات تلك الأزمة مازالت أصداءها واضحة على الصناعة المصرفية عالميا خاصة بعد ان كشفت كل من سيتي جروب وميريل لينش عن تكبدها خسائر ربع سنوية ضخمة في الوقت الذي هوت فيه أسعار أسهم بنك باركليز البريطاني الى أدنى مستوياتها منذ العام 1993. وأشار مصرف "باركليز" الذي هبطت أسعار أسهمه ب 25% الى انه لا يوجد سبب واضح لذلك التراجع. غير انه كما يشير تقرير أوردته صحيفة ال "فاينانشال تايمز" عبر موقعها الاليكتروني الى ان ذلك التراجع جاء وسط مخاوف من احتمالات احتياج البنك لزيادة رأس المال. وأشار البنك الذي تقدر قيمته السوقية بنحو 8.2 مليار جنيه إسترليني الى ان النتائج المالية للعام 2008 والتي ستعلن الشهر المقبل ستتجاوز توقعات المحللين التي تقدر الأرباح قبل استقطاع الضرائب بنحو 5.3 مليار جنيه إسترليني. إلا ان المؤشرات غير الايجابية التي مازالت تحاصر المؤسسات المالية عالميا قد أثارت مخاوف المستثمرين إزاء إمكانية لجؤ تلك المؤسسات إلى عمليات رفع جديدة لرؤوس أموالها الأمر الذي انعكس على عمليات البيع التي شهدتها أسهم البنوك. فقد تم الإعلان عن ان مصرف " ميريل لينش " المملوك لبنك اوف امريكا قد تعرض لخسائر من عمليات التشغيل بواقع 21.5 مليار دولار وذلك في ظل التراجع الذي شهدته قيمة القروض العقارية بضمان الأصول على مدى الشهور الثلاثة الأخيرة. وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي تمكن فيه بنك أوف أمريكا من تأمين مساعدات مالية من قبل الحكومة الأمريكية بواقع 138 مليار دولار. غير ان البنك الذي شهد خسائر ربع سنوية بنحو 2.4 مليار دولار في ضوء الأداء المالي الضعيف لمصرف "ميريل لينش" قد سجلت أسعار أسهمه انخفاضا بحوالي 14%. وتعكس بجانب ذلك نتائج اعمال "سيتي جروب" حجم المشاكل التي تواجه القطاع المصرفي والناتجة عن خسائر أزمة الائتمان ومظاهر الكساد الحادة التي تخيم على الاقتصاد العالمي . فقد أعلنت المجموعة تسجيل صافي خسائر بواقع 8.3 مليار دولار في الربع الأخير ليصل اجماليها عن العام الماضي بأكثر من 18 مليار دولار.