يبدو أن الانخفاضات الحادة التي منيت بها أسعار النفط على مدى الشهور الستة الأخيرة والتي تقدر بنحو 70 % لن تقتصر أثارها على عائدات الدول المنتجة بل قد تنعكس بشكل واضح كما يحذر البعض على حركة الاستثمارات في قطاع التنقيب والتكرير الأمر الذي سيؤثر بصورة سلبية على مستويات المعروض المستهدفة مستقبلا. ويرى في ذلك الصدد وزير النفط الفنزويلي رافئيل راميريز أن هناك حاجة لرفع أسعار النفط مجددا صوب ال70 دولار وذلك لضمان استمرارية تدفق الاستثمارات اللازمة لمشاريع التنقيب وتجنب حدوث أى فجوة ملحوظة بين مستويات المعروض والطلب. وأشار الوزير الفنزويلي في مقابلة مع شبكة بلومبرج الإخبارية إلى أن هناك مشاورات بين بلاده ودول أخرى أعضاء في أوبك حول أسعار النفط حيث تم التباحث بشأن نطاق سعري يتراوح ما بين ال80 دولار وال 100 دولار للبرميل . غير أن راميريز نفى أن يكون هناك مستوى مستهدف يتم العمل للوصول له بصورة فورية. وأكد أن الأولوية في المرحلة الراهنة هي العمل لاستقرار الأسعار وتجنب انعدام الاستثمارات خاصة في مشروعات التنقيب التي تستهدف مناطق المياه العميقة. وتواجه فنزويلا التي تعد أكبر منتج للنفط على مستوى الأمريكتين تراجعا بعائدات التصدير في الوقت الذي قد تقدم فيه على اجراء عمليات خفض جديدة للإنتاج . وأشار المسئول الفنزويلي إلى أن الإقدام على تلك الخطوة يأتي في ضوء الفائض الواضح بمستويات المعروض . وقال راميريز أن الخفض الذي أجرته أوبك لسقف الإنتاج بواقع 9 % والذي بدأ سريانه منذ أول الشهر ستتضح أثاره على السوق البترولي بنهاية الشهر . وأشار قبيل اجتماع بين كل من الرئيس الفنزويلي والبرازيلي إلى أن فنزويلا قد ألمحت إلى إمكانية حدوث عملية خفض جديدة لإنتاج أوبك بواقع مليوني برميل. ويأتي الخفض الذي شهده سقف أنتاج أوبك بداية الشهر الحالي وذلك في إطار القرار الذي اتخذته المنظمة خلال اجتماعها في 17 من شهر ديسمبر الماضي بتقليص حصص الإنتاج للدول الأعضاء بمقدار 2.46 مليون برميل وذلك لمواجهة الانخفاضات السريعة التي شهدتها أسعار النفط الخام لتتجه حاليا صوب ال30 دولارا نتيجة أجواء الركود التي تخيم على الاقتصاد العالمي.