محيط: رغم الانتعاش الملحوظ الذي حظي به سعر المعدن الأصفر في الأسواق الدولية على مدى الأيام الأخيرة والتي اعتبرت أطول فترة ارتفاع منذ يوليو الماضي إلا أن معاودة الدولار لإثبات تماسكه أمام العملات الرئيسية وبصورة خاصة اليورو افقد المعدن قدر من بريقه كأفضل ملاذ للاستثمار، فمع تمكن اليوم الدولار من الارتفاع بأكثر من 1% أمام العملة الأوروبية اتجه المعدن الأصفر ليسلك اتجاها معاكسا حيث انخفض سعر العقود الآجلة لشهر فبراير في بورصة نيويورك للسلع بنحو 2.4 دولار لتسجل الأونصة 818.10 دولار. وتشير الإحصائيات كما أوردت شبكة بلومبرج الإخبارية إلى أن نسبة تراجع سعر المعدن الأصفر منذ بداية العام الحالي مع استبعاد الأسعار المسجلة اليوم تقدر بحوالي2.1% بينما بلغت نسبة ارتفاع الدولار مقابل اليورو خلال نفس الفترة بحوالي 12%. وتشير آراء أحد الخبراء إلى أن ضغوط التضخم ستظل بمثابة عامل دعم لسعر المعدن خاصة في حال عودة الانتعاش التدريجي لأسعار النفط. وتوقعت مؤسسة "مورجان ستانلي" المصرفية أن يتمكن المعدن من العودة لتجاوز مستوى ال 1000 دولار للأونصة بحلول عام 2011. وأرجعت المؤسسة المصرفية تلك التوقعات الخاصة بها وذلك في حال تراجع المعروض العالمي من قبل المناجم التي ستشهد ارتفاعا لتكاليف عمليات التعدين وبشكل متزامن مع زيادة الطلب. ويشير المحلل الاقتصادي في شئون السلع لدي البنك وذلك في مقابلة مع شبكة بلومبرج الإخبارية أن المعروض من قبل عمليات التعدين قد وصل بالفعل لأعلى مستوياته في عام 2001 ثم شهد تراجعا بعد ذلك. وأضاف أنه بالنسبة لجانب الطلب فإنه مع سرعة وتيرة نمو الدخول يزداد استهلاك المعدن من خلال الطلب على المجوهرات لأغراض الزينة. وكان سعر المعدن الأصفر قد شهد ارتفاعا بأكثر من 100% على مدى الستة أعوام الأخيرة في ظل القفزات التي شهدها سعر النفط الخام وانخفاضات الدولار الأمر الذي أسهم في تنامي ضغوط التضخم على مستوى العديد من الاقتصاديات المتقدمة والناشئة.