محيط – زينب مكي: يسعى وزراء النقل لدول الاتحاد الأوروبي لاستكمال مناقشات قد بدأوها ، للتغلب على خلافات جديدة حول بعض القضايا التقنية والفنية المتعلقة بالمشروع الأوروبي الطموح لنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية المعروف باسم "جاليليو". ووفقا لما أورده موقع التلفزيون الألماني (دويتشه فيله) يهدد عدم الوصول إلى اتفاق بالتسبب في تأجيل آخر لإطلاق مشروع "جاليليو"، الذي من المقرر أن يدخل مرحلة التشغيل بحلول عام 2013 والذي يهدف إلى منافسة نظام الملاحة الأمريكي جي.بي.اس. هذا وقد توصل وزراء المالية في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إلى اتفاق بشأن كيفية التغلب على تمويل النقص البالغ 2.4 مليار يورو في ميزانية المشروع بعد شهور من الجدل والمشاحنات،ألا أن أحدث انقسام يتعلق بمحطات التحكم الأرضية، حيث تطالب أسبانيا وإيطاليا بأن تقام على أراضيهما. وكان وزراء النقل لدول الاتحاد الأوروبي قد وافقوا على خطة للمفوض الأوروبي للنقل جاك بارو بتحويل المخصصات غير المستغلة في ميزانية قطاع الزراعة وميزانيات أخرى إلى المشروع، لكن ذلك تم فقط بعد أن تلقت ألمانيا تأكيدات من أن شركاتها سوف تحصل على عدد كبير من التعاقدات الخاصة بالمشروع. وفي ضوء هذا الاتفاق، ستكون قاعدة التحكم الملاحي الرئيسة في النظام الملاحي الأوروبي في ولاية بافاريا الألمانية، حيث تعتبر هذه القاعدة "حجر الأساس في هذا المشروع الطموح". ووفق ما نقله موقع التلفزيون الألماني عن وزير المواصلات الألماني، ولفجانج تيفن زيه ، فإنه سيتم توزيع العقود المخصصة لبناء هذا النظام على شكل حزم تعاقدية تتعلق ببناء الأقمار الصناعية والتخطيط للنظام الملاحي وإعداد البرامج التقنية الخاصة به وإنشاء مراكز التحكم الأرضية وعملية إطلاق النظام وتشغيله. وأضاف الوزير تيفن زيه أن الشركات الأوروبية الكبرى العاملة في الصناعات الملاحية والفضائية ستحصل - في أقصى حد - على تعاقدين من مجموع العقود المطروحة لهذا المشروع، وأن حوالي 40% من التعاقدات ستعطى للشركات الصغيرة، التي تعمل في هذا المجال. وعلى صعيد متصل رأت لجنة النقل بالبرلمان البريطاني في وقت سابق ان لديها مخاوف شديدة بشأن فوائد المشروع والطريقة التي تخطط المفوضية الاوروبية لتمويله بها. والجدير بالذكر أن مشروع "جاليليو"،الذي تأخر عن موعده المقرر خمسة أعوام والذي تبلغ تكلفته 3.4 مليارات يورو، يهدف إلى أن يكون منافسا من الناحية التجارية لنظام "جي بي إس" الأمريكي (النظام العالمي لتحديد المواقع)، والذي يستخدمه حاليا مئات الملايين من الأشخاص حول العالم. وشكك بعض المحللين في مدى قابلية المشروع للتطبيق لان نظام تحديد المواقع الذي طوره الجيش الأمريكي يعمل مجانا،وقالوا أيضا انه سيكون هناك تأخيرات وتكاليف فوق الميزانية سيطلب قطعا من دافعي الضرائب تسديده.