محيط - شيرين حرب: بين الحين والآخر وقبيل كل اجتماع تنطلق النداءات الموجهة إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك تدعوها لزيادة إنتاجها، بدعوى أن أوبك تتأخر في اتخاذ إجراء سريع لتحقيق الاستقرار في السوق وتجنب نقص كبير في المخزون. هذه المرة، جاءت الدعوة في ظل أزمة الرهن العقاري التي تخيم على الأسواق العالمية والمخاوف بشأن مستويات المعروض النفطي، حيث انطلقت تحذيرات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية من أن مستوى ال 70 دولاراً لأسعار النفط يعد مستوى "عالى للغاية" ويمثل تهديداً للاقتصاد العالمى. وقال ويليام رامساى نائب المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية التي يوجد مقرها في باريس إن الطلب على النفط من المتوقع أن يظل قوياً على الرغم من الاضطرابات الأخيرة التى شهدتها أسواق المال. ودعا مسئول الوكالة فى تصريحات لصحيفة "الفاينانشيال تايمز" ورد عبر موقع الصحيفة على الإنترنت إلى ضرورة إقدام أوبك على زيادة سقف إنتاجها للتخفيف من الضغوط الراهنة لأسعار النفط، والوفاء باحتياجات العالم من النفط. وقد جاءت تصريحات مسئول وكالة الطاقة الدولية فى الوقت الذى أعرب فيه عبدالله البدرى سكرتير عام منظمة أوبك عن اعتقاده بأن لا تقدم المنظمة على إجراء رفع لمستويات الإنتاج خلال الاجتماع الوزارى المقرر عقده بفيينا الحادى عشر من الشهر المقبل. ونقلت شبكة "بلوم برج" عن البدرى قوله: "إنه لا يمكن إقناع أى عضو من الدول الأعضاء بضخ المزيد من النفط الخام للأسواق نظراً لوجود وفرة حالياً فى المعروض". وقد ترك سكرتير عام "أوبك" الخيارات مفتوحة حيث أنه إذا لم تقدم المنظمة على رفع الإنتاج الشهر المقبل فإن تلك الخطوة يمكن تنفيذها فى وقت لاحق من العام الحالى. وأشار إلى أن الصورة العامة لأداء الاقتصاد العالمى قد تكون أوضح خلال اجتماع المنظمة فى نهاية العام الحالى والمقرر عقده بأبوظبى فى الخامس من ديسمبر المقبل. أما من ناحية وزراء منظمة أوبك التي تعد مصدراً لأكثر من ثلث النفط العالمي. فيؤكدون على أن الأسباب الحقيقية وراء الزيادة في الأسعار بعيدة تماماً عن أوبك حيث أن دولهم تزود الأسواق بما تحتاجه من إمدادات ولا يوجد أي نقص في النفط الخام. ولطالما عزوا الأسباب في أنها تكمن في عدم وجود عددٍ كافٍ من المصافي في الدول الصناعية لتكرير النفط الخام، وأن هذا النقص في البنية التحتية هو السبب الرئيس وراء زيادة الأسعار في السنوات الثلاث الماضية، كما أن ثمة ارتفاعاً غير طبيعي في الأسعار بسبب عمليات المضاربة والخوف من الأزمات السياسية في الشرق الأوسط.