محيط - كريم فؤاد ووكالات : قبل انطلاق قمة الدول الصناعية الكبرى (مجموعة الثمانية) المزمع عقدها مطلع يونيو القادم في منتجع هايلنيجندام شمال ألمانيا، عارضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تترأس بلادها الدورة الحالية للمجموعة، اقتراح توسيع مجموعة الثمانية. وعارضت ميركل أمام البرلمان الاتحادي الألماني، ضم دول ذات مستقبل اقتصادي واعد كالصين، قائلة: "لا نريد أن تتحول مجموعة الثمانية إلى مجموعة الثلاثة عشر.", لكنها أكدت في نفس الوقت على أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في مواضيع هامة كقضايا المناخ أو تحرير التجارة العالمية، بدون إشراك الدول التي في طريقها للنمو، لذلك لابد من تعزيز الحوار مع هذه الدول. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستسعى خلال اجتماعات المجموعة إلى تأمين اتفاق رئيسي حول تغير المناخ، ويشمل الاتفاق على إبطاء الزيادة في متوسط درجات الحرارة خلال هذا القرن إلى درجتين مئويتين، وخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% إلى ما دون معدلات عام 1990 بحلول عام 2050، وزيادة كفاءة الطاقة في مجالي الكهرباء والنقل بنسبة 20% بحلول عام 2020. وذكر موقع التلفزيون الألماني علي الانترنت "دويتشه فيله" أن المستشارة وجهت نداء إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل بذل مزيد من الجهود للتصدي لظاهرة التغيرات المناخية، مشددة على أهمية إحراز الدول الصناعية الكبرى تقدم في هذه المسألة، "وإلا فلن نقوى على مواجهة التغييرات المناخية". وأضافت ميركل أن القمة تمثل فرصة لمناقشة مشاكل العالم وأن هدفها هو مناقشة نمو الاقتصاد العالمي مع الحد من المخاطر المرتبطة بتحقيق هذا الهدف ومن بينها التغير المناخي. فيما سيحتل ملف القارة الإفريقية أهمية خاصة بين الملفات العديدة التي ستبحثها قمة الدول الصناعية الثماني، ويعود ذلك إلى كون القارة السوداء تضم أكثر الدول فقراً في العالم ولا تستقطب أكثر من اثنين في المئة من الاستثمارات الدولية على رغم أن عدد سكانها يتجاوز 900 مليون شخص. وقد تعهدت دول مجموعة الثماني في غلين ايغلز في اسكتلندا عام 2005 إلغاء الديون العامة المتعددة للدول الخمس والثلاثين الأكثر فقرا في العالم وزيادة مساعدتها المالية لافريقيا بنسبة الضعفين مع حلول عام 2010. وتأكيداً على أهمية هذا الملف شهدت برلين أخيراً ندوة دعا إليها البنك الدولي ووزارة التعاون الاقتصادي والإنماء الألمانية وشارك فيها ممثلو بعض الدول الأفريقية والشركات الألمانية والدولية للبحث في كيفية مساعدة الدول الأفريقية على النهوض من كبوتها ورفع اقتراحات في هذا الصدد إلى قمة الثماني. وسبق ذلك أيضاً اجتماع وزراء مال الدول الصناعية الثماني على مدى يومين في بوتسدام القريبة من العاصمة الألمانية مؤخرا في حضور وزراء مال عدد من الدول الأفريقية للاتفاق على تفاصيل "خطة عمل لأفريقيا" تهدف إلى منع دول القارة من الوقوع من جديد في هاوية الديون بعدما اتفقت الدول الصناعية الدائنة على إلغاء 80 % تقريباً من ديون هذه الدول البالغة عشرات مليارات الدولارات. وقد بلغ متوسط معدل النمو لدول القارة في الثمانينات من القرن الماضي 1.8% ارتفع المعدل إلى 2.4 % في التسعينات وتجاوز 3 % عام 2000 ليستمر في الصعود مسجلاً 5 % من النمو عام 2006. تجدر الإشارة إلى ان المجموعة الثمانية، تضم سبع دول صناعية كبرى هي فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا والولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا بالإضافة إلى روسيا.