أربيل: صدر حديثاً عن وزارة الثقافة والشباب في أربيل كتاب "سنة في الجحيم" للشاعرة والقاصة الكردية مهاباد قرة داغي، والكتاب كتب المقدمة له وترجمه الشاعر والباحث الكردي جلال زنكابادي، وفيه تروي الكاتبة مذكراتها وما قاسته خلال فترة سجنها في ظل النظام العراقي السابق. ووفقاً لما كتبه عدنان حسين أحمد عن الكتاب بصحيفة "القدس العربي" فإن هذا الكتاب هو الأول من نوعه في أدب المذكّرات النسوية في إقليم كردستان العراقي، وانه على الرغم من ان الكاتبة تعرضت للسجن في 27 إبريل 1980 إلا أنها لم تتمكن من الكتابة عن تجربتها المريرة إلا بعد مرور أربع وعشرين سنة. وخلال صفحات الكتاب تكشف لنا المؤلفة أن الضحية التي تعرضت للسجن كانت لم تجتز بعد عامها الرابع عشر وهي طالبة متفوقة في الصف الرابع الثانوي، تحب القراءة كثيراً، وتكتب الشعر، إلا أنه وجهت لها تهمة "كتابة قصائد ثورية تمجّد فيها البيشمركة، وتدوين أنشطة المخرّبين، والارتباط بحزب - كومه لة - المحظور". يتابع الكاتب بالصحيفة اللندنية : "تكشف هذه التُهم الموجهة الى مهاباد ذهنية النظام الذي كان يُحصي على الناس أنفاسهم ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة". وبعد التهم التي وجهت لمهاباد أصبحت سجينة سياسية على الرغم من صغر سنها وبدأ عذابها بعد اقتيادها للسجن وخلال صفحات الكتاب تروي ما تعرضت له من أشكال تعذيب مختلفة والتي تنوعت ما بين بدنية ونفسية. وعلى الرغم من طول المدة الزمنية التي أمضتها في سجن مديرية الشرطة إلا أن الأشهر الأخيرة من حبسها كانت مناسبة للكشف عن عدد آخر من الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق المواطنين العراقيين. وعقب مثولها للمحاكمة وعلى الرغم من مطالبة المدعي العام بإنزال أقصى العقوبات بها، إلا أن القاضي لم يجد نفسه أمام معطيات جريمة واضحة المعالم لذلك أصدر حكماً بالحبس لمدة سنة واحدة، ودفع غرامة مالية قدرها ثلاثون ديناراً، ووضعها تحت المراقبة لمدة ثلاث سنوات على أن تُحتسب لها مدة المحكومية التي أمضتها في السجون والزنازين.