بيروت: صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "مدينة الأرامل" وبعنوان فرعي "المرأة العراقية في مسيرة التحرير" للروائية العراقية هيفاء زنكنة، والذي تستعرض فيه الكاتبة ألم المرأة العراقية في ظل تحكم قوات الإحتلال والمليشيات في الدولة، حيث نجدها تصطف أمام السجون والمكاتب الحكومية بحثاً عن أقاربها من الذكور المعتقلين أو المفقودين، وكذلك باتت المرأة العراقية هي التي تدفن الموتى، فأصبحت بغداد مدينة الثكالى والأرامل. ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" تبدأ الروائية هيفاء زنكنة كتابها من حكايتها الشخصية بتناول المكونات الديمغرافية حيث تجمع بين الأب الكردي، والأم العربية مما يشكل نموذجاً للترابط العراقي بين أطيافه القومية والمذهبية. وتقدم من خلال كتابها قراءة للتراجيديا العراقية المثقلة بالمآسي حيث قسمت المحنة العراق وشتتت أبناءه، وتقف الكاتبة على جذور الواقع الجيو سياسي الذي يؤطر العراق، وتتجه بعد هذا إلى سرد تاريخي متتابع للحروب التي جرت في السنوات الأخيرة "الحرب العراقية الإيرانية غزو الكويت" وتبعات هاتين الحربين على الناس والبنية التحتية. وتحت عنوان "غزو العراق" تثير زنكنة فضيحة النسوة الاستعماريات اللواتي انتسبن لمنظمات نسوية مدعومة من الإدارة الأمريكية، بحجة نشر الديمقراطية مثل منظمة "نساء من أجل عراق حر" ومنظمة "تحالف المرأة من أجل الديمقراطية في العراق".. وغيرها من منظمات مدعوة لتبني وجهة نظر المستعمر. وفي فصل "الحياة تحت الاحتلال" تتحدث الكاتبة عن بلد مدمّر منهوب من قبل شركات ومتعاقدين محليين وسياسيين، يتبوأ من خلال ذلك مرتبة متقدمة في الدول الأكثر فساداً. وفي الختام تفتح هيفاء زنكنة نافذة الأمل في فصل بعنوان "المقاومة" فتشارك المرأة العراقية من خلال المظاهرات التي تطالب فيها بالإفراج عن ذويها في السجون، وتوظيف الفن والإعلام في نشر فكر المقاومة، كالفيلم الذي أنتجته الصحافية زينة للقناة الرابعة البريطانية وعنوانه "العراق: حكاية النساء"، ومن خلال المدونات الشخصية على شبكة الإنترنت.