صدرت مؤخراً بألمانيا الترجمة الألمانية لرواية "حجر الصبر" الكاتب الأفغاني عاتق رحيمي، وهي الرواية الفائزة بجائزة جونكور الفرنسية لعام 2008، تتناول الرواية الأوضاع في أفغانستان تحت حكم طالبان والتي تشبه الحرب الأهلية، هذا إلي جانب تناوله لمصير المرأة الأفغانية وما تعانيه من يأس وقهر. تدور أحداث الرواية وفقاً لصحيفة "الإتحاد" الإماراتية حول شخصيتين رئيستين هما الزوج المقعد المصاب في الحرب أو جثته الشاخصة دائماً إلى سقف الغرفة والزوجة التي تحولت حياتها من سيء لأسوء حيث تحولت إلى مخلوق أكثر بؤساً وتعاسة لا هم له سوى خدمة زوجها والتي يصول المؤلف شخصيته كأنه رادار صامت يراقب كل ما يجول في هذه الغرفة الوضيعة. وفي الوقت الذي تعاني فيه المرأة من البؤس داخل منزلها تشتعل الحياة خارجاً حربا وهمجية لا تعرف حدودا إلا القتل والتدمير والسطو، وفي روايته يمنح المؤلف هذه المرأة المعذبة مساحة واسعة للكلام الذي ظل ردحاً طويلاً ممنوعا عليها خارج منزلها، فتكسر به حاجز الصمت الأزلي المرافق لحياة الأفغانيات، وهو ما يحطم السلطة الذكورية العاجزة في الرواية والتي يمثلها الزوج. تحيل هذه المرأة بطلة الرواية زوجها الذي يتمدد بلا حراك أمامها إلى حجر للصبر وهو حجر سحري تعرفه الحكاية الشعبية الأفغانية بأنه الحجر المؤتمن على الأسرار، يبوح له المرء بكل ما لا يجرؤ البوح به إلى أي شخص آخر فيمتصها الحجر حتى ينفجر بها أخيراً. ومن خلال حديثها المنفرد تستعرض معاناتها من وحشية وإهمال المجتمع، وترى أن هذا البلد الذي يحكمه الرجال، ويعتبر سفك الدماء أحد بنود جدول أعماله اليومية، لا بد أن يقاوم النساء والأطفال فيه المعاملات السيئة التي يعانون منها دائما.