أثار إدراج رواية "محاولة عيش" للكاتب والروائي الراحل محمد زفزاف ضمن مقررات المرحلة الإعدادي حالة من الجدل في الأوساط المغربية، خاصة بعد بوادر الخلاف التي نشبت بين المعسكرين الإشتراكي في الحكومة والإسلامي في المعارضة. وكانت الأزمة قد اندلعت علي خلفية المقال الذي نشرته صحيفة "التجديد" المقربة من حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي المعارض، وأبدت خلاله اعتراضها على إدراج الرواية في مقررات التعليم الإعدادي بسبب مضمونها الذي يتعارض مع القيم التربوية التي تسعى المدرسة إلى ترسيخها لدى التلاميذ. وشدد قيادي في الحزب الإسلامي وفقا لصحيفة "القدس العربي" اللندنية علي ضرورة سحب الرواية من برامج التعليم، استنادا إلى مرجعيات وزارة التعليم بالمغرب، وخاصة "الميثاق الوطني للتربية والتكوين" و"الكتاب الأبيض" الخاص بالمناهج التربوية للتعليم الإعدادي. صحيفة "التجديد" أوضحت أنه لا تعترض على الرواية من حيث كونها نصا إبداعيا، وإنما الاعتراض على اتخاذها نصًّا تربويا، متساءلة ما الذي يُنتظر من متعلم في سن المراهقة، يُعرض أمامه نموذج خجول سلبي لا موقف له مثل شخصية بطل الرواية الذي يترنح بين البارات والساقطات؟ ومن جانبها شنت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" -الناطقة باسم حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" المشارك في الحكومة- حملة للدفاع عن الرواية، وأعدت ملف شارك فيه كوكبة من النقاد والباحثين. أبدت الصحيفة الإشتراكية قلقها مما اسمته "عودة سيف المنع"، واصفة هجوم "التجديد" على روية زفزاف يتأسس على معايير أخلاقية لا تستقيم بالضرورة مع المعايير الجمالية للأدب والتحليل الأدبي . صحيفة "بيان اليوم" -لسان حزب "التقدم والاشتراكية" الحكومي - خاضت المعركة ودافعت عن الرواية، وألمحت الي وجود مواقف مشابهة وقعت لأعمال أدبية في الوطن العربي، ومن بينها منع رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" من التدريس ضمن مقررات كلية الآداب بجامعة الخرطوم ومصادرة روايات أو منعها من التدريس كما حصل مع روايات "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ و"الخبز الحافي" لمحمد شكري وغيرها ، بحسب الصحيفة.