أقام اتحاد كتاب مصر ندوة لمناقشة كتاب "المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"، للمؤرخ الراحل أحمد حسين الصاوى بحضور الناقد أحمد الطماوى، والتي أدار الندوة الصحفى أسامة عفيفى وسط لفيف من المثقفين والمبدعين. وأكد الطماوى وفقا لصحيفة "اليوم السابع" المصرية أن شخصية المعلم يعقوب موجودة فى كافة أرجاء مصر، فحوادث التاريخ عامرة بحكايات الخيانة واتهامات العمالة، وكان المؤرخ الجبرتى أول من كتب عن المعلم يعقوب. وأضاف الناقد الكبير أن الجبرتي أثبت بالأدلة أن تلك الشخصية كانت خائنة وتعاونت مع الاحتلال الفرنسى ضد وطنها، وهذا ايضا ماجاء فى كتاب الدكتور الصاوى الذى صدرت منه النسخة الأولى عن دار الفكر للنشر والتوزيع عام 1968 على نفقته، وأعيد طبعها مؤخرا. وشدد الطماوي علي كتاب الصاوى جاء ليرد على كتاب الدكتور لويس عوض "تاريخ الفكر المصرى الحديث"، الذى حاول أن يبرىء شخصية المعلم يعقوب من هجوم الجبرتى وعكسها كشخصية وطنية أرغمته الظروف على التعاون مع محتلى بلاده ليخلصها من استبداد الحكم العثمانى. وأوضح أن هذا غير صحيح تماما، فمن المعروف لدى المطلعين على التاريخ أن المعلم يعقوب لم يكن له موقف وطنى يذكر، فوقت يتعاون مع المماليك ووقت يساند الطبقة الانكشارية العثمانية واخيرا عرف بموالاته للاحتلال. وتابع : "المعلم يعقوب كان شخصيته استغلالية قاصية يرغم هو ورجاله الأهالى على دفع الضرائب دون شفقة أو رحمة"، نافيا مزاعم أن الوفد الذى كونه المعلم يعقوب غادر إلى أوروبا بحثا عن استقلال مصر، إنما هو استقلال زائف أراد به رحيل العثمانيين وبقاء القوات الأوروبية، وهو ماحدث بالفعل. وأعتبر الطماوي أن كل من يبرىء المعلم يعقوب من الخيانة مزور للتاريخ، لأن يعقوب كون فرقة من المرتزقة والأقباط للمحاربة فى صفوف الفرنسيين، واستعان بهم أيضا فى ثورة القاهرة الثانية ضد المقاومة الشعبية. ومن جانبه أوضح أسامة عفيفى رئيس تحرير سلسلة ذاكرة الوطن، إن كتاب الصاوى كان ترتيبه الثانى ضمن سلسلة كتب ذاكرة وطن ولكنه تراجع ترتيبه للمرتبة السادسة مقابل كتاب آخر بالفرنسية تابع للمجلس الأعلى للثقافة يشيد فيه المؤلف بشخصية المعلم يعقوب ويصفه بأنه كان وطنيا. وأبدى حزنه لتجاهل المؤرخ الحقيقى الذى أثبت زيف شخصية المعلم يعقوب وزيف الحملة التى يدعى أنصارها أنها جاءت بالمدفع والمطبعة، فجلى المدفع وبقيت المطبعة، وهذا غير صحيح لأن المطبعة التى جاءت بعد الحملة كانت إيطالية، ومن الواجب أن نوثق ذاكرة الوطن ونعيد طباعة هذا الكتاب مرة أخرى، بدلا من دعم مزوري للتاريخ المصرى.