نيويورك: مازالت ضغوط التراجع تسيطر على أداء أغلب أسواق الأسهم العالمية لتشمل خلال تعاملات اليوم أيضًا بعض الأسواق الناشئة نظرا لحالة القلق التى تسود الأسواق إزاء نتائج أية خطوات جديدة قد تتخذها الصين لإبطاء معدلات النمو لديها بالنسبة للاقتصاد العالمى فى الوقت الذى تخشى فيه الأسواق من تحرك البنوك المركزية فى المرحلة المقبلة نحو إلغاء اجراءات التحفيز الاقتصادى التى تم إقرارها فى العام الماضى. فعلى مستوى أسواق السهم بدول غرب أوروبا بلغت نسبة انخفاضات مؤشر "داو جونز ستوكس 600" المعنى برصد أداء تلك الأسواق حوالى 2.4 % وذلك منذ بداية العام الحالى حيث تأثر أيضًا بأداء أسهم البنوك خاصة بعد الإعلان فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عن خطة تدعو لتقييد تعاملات البنوك الاستثمارية فى الأصول أو التعامل بحسابتها المصرفية فى أسواق المال وذلك بهدف تقليص احتمالات المخاطرة فى أنشطة تلك المؤسسات. وقد سجل مؤشر البورصات الأوروبية خلال تعاملات اليوم تراجعًا بنحو 0.7 % حيث قاد سهم "بانكو بيلباو فيزكايا" الذى يعد ثانى اكبر بنوك أسبانيا الانخفاضات على مستوى أسهم البنوك وذلك بعد أن جاءت أرباح البنوك بصورة أقل من التقديرات السابقة. ويرى أحد المحللين أن هناك عدة عوامل تضافرت مع بعضها البعض بشكل أسهم فى ظهور حالة القلق التى تعيشها الأسواق حاليا من بينها الاجراءات الاخيرة التى اتخذتها الصين لتقليص حركة الائتمان بجانب الخطة الأمريكية لتشديد الرقابة على التعاملات المالية للبنوك الاستثمارية. ويأتى استمرار موجة التراجع التى تشهدها أغلب أسواق الأسهم الأوروبية وذلك فى الوقت الذى أشار فيه اليوم أحد أعضاء مجلس إدارة البنك المركزى الأوروبى إلى أن المصرف قد يقدم خلال النصف الأول من العام الحالى على اتخاذ المزيد من الخطوات التى من شأنها تقليص مستويات السيولة على مستوى النظام المصرفى خاصة فى ضوء مؤشرات التعافى التى بدأ يشهدها الاقتصاد الأوروبى. وأشارت شبكة "بلوم برج" الإخبارية إلى أن المؤشرات الرئيسية قد شهدت خلال تعاملات اليوم على مستوى 14 بورصة من بين بورصات دول غرب أوروبا الثمانية عشر تراجعا حيث انخفض مؤشر "الفاينانشال تايمز 100" فى بورصة لندن ب1.2 % كما تراجع مؤشر "كاك 40" فى بورصة باريس ب1.1 % وانخفض مؤشر "ايه اسى أى" للبورصة اليونانية بنحو 3.9 % مسجلا أدنى مستوى له منذ 9 أشهر حيث هبط سعر سهم البنك الوطنى اليونانى بنحو 5.6 % فى الوقت الذى أشارت فيه المفوضية الأوروبية إلى أن اليونان لم تتخذ الاجراءات الكافية لاحتواء عجز الموازنة. وعلى مستوى بورصات دول شرق آسيا فقد واصلت الأسهم انخفاضاتها للجلسة الثامنة على التوالى وهو ما اعتبر أطول فترة انخفاضات تشهدها الأسواق منذ مايو من عام 2005. وتقدر نسبة انخفاضات مؤشر "ام اس سى آى آشيا باسيفيك" الذى يرصد أداء أسواق شرق آسيا والمحيط الهادى وذلك بنحو 6.9 % على مدى الجلسات الثمانية الأخيرة. وقد تصدرت بورصة سيدنى الانخفاضات خلال تعاملات اليوم على مستوى الأسواق العالمية حيث تراجع مؤشر البورصة ب1.6 % وذلك بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين فى أستراليا بصورة أكبر مما هو متوقع الأمر الذى أثار المخاوف من إقدام البنوك المركزية فى منطقة شرق آسيا والمحيط الهادى على تشديد السياسات الائتمانية. وفى بورصة "وول ستريت" واصلت الأسهم الأمريكية تراجعها خلال تعاملات اليوم متأثرة بالبيانات الخاصة بمبيعات المنازل الجديدة فى الولاياتالمتحدة التى أظهرت تراجعا غير متوقعا فى الوقت الذى جاءت فيه أرباح شركة "كاتير بيلر" بصورة أقل مما كان متوقع. وتشير التقديرات إلى أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قد شهد على مدى 5 جلسات حتى اليوم انخفاضات بنحو 5.1 % .