صدر مؤخرا عن المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب الكويت، ضمن سلسلة عالم المعرفة، كتاب "الخيال.. من الكهف إلى الواقع الافتراضي" للدكتور شاكر عبد الحميد، ويقع في 502 صفحة من القطع المتوسط. يسلط الكتاب الضوء على دور الخيال الحاسم في معظم جوانب الحياة الإنسانية، في الفنون البصرية، وفى الآداب، وفي العلم، وفي التفاعلات الإنسانية أيضا، مستشهدا بمقولة جون ديوي ان الخيال قادر على اختراق حالة القصور الذاتي التي تميز العادات السلوكية. ولا يوجد تناقض بين الخيال والعقل، بل على العكس، يمكن للخيال أن يعمل على تنشيط العقل، وطرح البدائل حين مناقشة أي قضية. يقول السيد نجم ووفقا بصحيفة "البيان" الإماراتية أن المؤلف اعتبر أن أكبر دليل على قدرة الخيال الإنساني، تلك الرسومات الموجودة بكهوف الإنساني البدائي في استراليا وأسبانيا وزامبيا وغيرها قبل الثقافة الشفهية، ثم كانت الأساطير، تلك الأساطير السابقة على اللغة الكتابية. وظل الخيال مرافقا للمسيرة الإنسانية ومنجزاتها، من الكهف وحتى الواقع الافتراضي الآن. وخلال تلك الرحلة الطويلة زمنيا، قدم البعض تعريفات متنوعة ومختلفة للخيال. والتخيل في قاموس أكسفورد للغة الانجليزية: "هو حلم يقظة ينبعث نتيجة للرغبات أو الاتجاهات الشعورية أو اللاشعورية، انها العملية أو الملكة الخاصة بتكوين التمثيلات العقلية للأشياء التي ربما تكون موجودة فعلاً". ويقسم المؤلف الخيال إلى عدة مراتب وأنواع هي: "الخيال الاجتماعي": وهو نوعية من العقل والتفكير تساعد الناس على استخدام المعلومات والتفسيرات لفهم ما يدور في العالم الخارجي.. "المتخيل الثقافي": هو الخيال المرتكز على رمز ثقافية معينة، أو هي المتخيل المركزي في كل ثقافة، أو هو الطريقة التي ترى من خلالها ثقافة ما العالم، وترى نفسها أيضا داخل العالم. "الخيال السياسي": هي قدرة القادة والمعارضة والفئات العاملة في المجتمعات على إيجاد الحلول أو البدائل لظروف طارئة ما.. "الخيال الجغرافي": وهو يشير إلى وسائل تبتكر من خلالها المجتمعات استراتيجيات تصورية جديدة لفهم ذاتها وفهم الآخر. "الخيال التاريخي": وهو الذي يعمل به المؤرخ، بعد أن يلجأ إلى الوثائق والمستندات التاريخية، فيضع نفسه موضع القادة أو الحكام أو حتى المتابعين من الشعوب.. "الخيال الاقتصادي": وهو المتمثل في القدرة على طرح نظم ومشروعات وأفكار جديدة في مجال التجارة والصناعة والاقتصاد. ويوجد "الخيال البدني الرياضي": يلاحظ بعض اللاعبين قبل البدء في اللعاب إغماض العين، ويعلل الخبراء ذلك، بقيام اللاعب بتخيل الخطوات والعمليات البدنية التي سينفذها.. وأن هذا التمهيد العقلي هام جدا للانجاز بنجاح. "الخيال الأدبي": وهو أكثر الأنواع شيوعا، وهو تخيل الصور الأدبية والاستعارية والمجاز وغيرها.. "الخيال التشكيلي": وهو أقرب لتصور الخيال الأدبي باستخدام الصورة في الفنون التصويرية، "الخيال الموسيقى"، و"الخيال الانفعالي" أو هو الخيال العاطفي الذي الأساس في الإبداع الأدبي والفني. فضلا عن "خيال التفاصيل": وهو الولع بالعمق، والتحليل للأبعاد البعيدة، وهو ما جعل "آلان روب جرييه" يرفض فكرة البعدية، أو الوجود غير المرئي.. "الخيال الفلسفي": وهو التأمل والخيال، وإمعان التفكير، كلها معا وبها يتشكل الخيال الفلسفي.. ثم "الخيال التطبيقي" الذي وصف الخيال بأنه في جوهره تطبيقي، يقوم بالتجريب والتدريب والتفكير والتقييم دون خوف، كما أن "الخيال التجريبي" هو ما يمهد الطريق لتجريب الأفكار وتحليها بداية، ثم الخيال التجريدي، الذي يجرد الخبرات إلى أفكار.