صدر مؤخرا للروائي الألماني الشهير الحائز على جائزة نوبل للآداب جونتر جراس كتاباً جديداً بعنوان رحلة من ألمانيا إلى ألمانيا. وأوردت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية ان الكتاب عبارة عن مذكرات بدأ جراس بتدوينها إثر سقوط جدار برلين عام 1990 م وعلى مدى السنوات العشرين التي تلت ذلك الحدث أصبح جراس من أكبر المنتقدين للطريقة التي تمت بها إعادة الوحدة، ويعبر عن مواقفه منها في مذكراته الجديدة. وفي قاعة محاضرات إحدى الجامعات الألمانية قدم الأديب الألماني الكبير قراءة أدبية لكتابه الجديد، وقد وقف وحده فوق منصة الخطابة ساعة ونصف متواصلة دون استراحة، ودون السماح بمقاطعته بأي أسئلة، ونقل من على المنصة رؤيته للعالم في عام 1990 وهو تاريخ إعادة الوحدة الألمانية وسقوط جدار برلين، والذي كان اتخذ منه موقفاً سلبياً جداً. وفي أحد نصوص مذكراته يقول: المستثمرون الألمان الغربيون ليسوا مهتمين لدى تفقد مصانع ألمانياالشرقية إلا بالبيع والشراء، ومن المتوقع لدى تنظيم الولاياتالشرقية أن يتوجه إلى هناك جيش من رجال القانون الإداريين الغربيين، وهكذا يخدع الناس في ألمانياالشرقية مرة أخرى. جونتر جراس Gunter Grass روائي، ومسرحي، وشاعر، وكاتب للخطب السياسية ونحات. ولد في دانزيج Gdanzig بألمانيا عام 1927، وتلقي التعليم المعتاد لمرحلة الطفولة والشباب الأول فيها. خدم جراس في عام 1944 كمساعد في سلاح الطيران ثم تم استدعاؤه للميدان بوصفه جنديا سريع التعلم. وجرح في كوتبوس cottbus ونقل علي أثر ذلك إلي المستشفي العسكري حيث وقع أسيرا للقوات الأمريكية بنهاية الحرب. وبعد إطلاق سراحه عمل مزارعاً ثم عاملا ًفي منجم للبوتاسيوم. وفي عام 1947 بدأ دراسة النحت في دوسلدورف Dusseldorf . وما بين عامي 1953 و1955 درس النحت، والجرافيك بأكاديمية الفنون الرفيعة بغرب برلين، وقام برحلات لإيطاليا وفرنسا وإسبانيا. تزوج جراس مرتين: الأولي من آنا مارجريتا شوارتز عام 1954 وطلقها عام 1978، والثانية عام 1979 من أوتي جرونرت. في عام 1956انتقل مع آنا - راقصة الباليه - إلي باريس حيث بدأ كتابة أولي رواياته «الطبل الصفيح» Die Blechtrommel التي ظهرت عام 1959، وفجرت شهرته الواسعة.. تلك الشهرة التي استغلها سياسيا فيما بعد. وبداية من الخمسينيات كانت معظم أعمال جراس الأدبية مسرحيات لم تحقق مثل تلك الشهرة المدوية أو النجاح منقطع النظير الذي حظيت به «الطبل الصفيح»، وقد تم تمثيلها في فيلم بعد عشرين عاما من ظهورها ساحق النجاح من بطولة دافيد بينيت (في دور أوسكار)، وماريو آدورف (في دور ألفريد ماتزيراث). علي أن انشغال جراس الفادح بالعمل السياسي وتاريخ ألمانيا الحديث والمعارك الانتخابية، والقضايا الاجتماعية المعاصرة لم يعد رافده الإبداعي الملهم وحده، فبحلول السبعينيات، اتسعت هذه الدائرة لتشمل موضوعات أخري جديدة كالنسوية، وفن الطهو، وعلم الأحياء وعلاقة الكائن الحي ببيئته. سافر جراس إلي الهند للمرة الأولي عام 1975 وعاد إليها مرة أخري عام 1986 حيث أمضي عاما كتب فيه انطباعاته عن هذه الزيارة وظهرت في كتاب عام 1988 وكان قد تعرض فيها لمشكلة الفقر في دول العالم الثالث، ولكنه في عام 1989، اتخذ موقفا سياسيا انعزاليا ربما لأنه فقد أمله في الأدب كحائط صد في مواجهة كوارث العالم من فقر وجوع وهوس للتسلح النووي وإضرار بالبيئة وغيرها. وفي عام 2002 زار جونتر جراس اليمن بمبادرة من الشاعرة العراقية أمل الجبوري القائمة بأعمال الشئون الثقافية اليمنية فيرلين، ولقد استمرت تلك الزيارة عشرة أيام حيث قام بالعديد من الجولات السياحية وحاضر وشارك في العديد من الندوات واللقاءات ومنها قمة الشعراء، كما تقلد أعلي أنواط الثقافة اليمنية من رئيس الدولة علي عبد الله صالح وسط حفاوة يمنية كبيرة. حصل غراس في عام 1999 على جائزة نوبل للآداب عن دوره في إثراء الأدب العالمي وخصوصا في ثلاثيته الشهيرة "ثلاثية داينتسيغ" بالإضافة إلى جوائز محلية كثيرة منها جائزة كارل فون اوسيتسكي Carl von Ossietzky عام 1967 وجائزة الأدب من قبل مجمع بافاريا للعلوم والفنون عام 1994.وفي عام 2005 حصل على شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة برلين.