تل أبيب: نشرت تقارير صحفية اسرائيلية تفاصيل جديدة حول الاتصالات السرية التي جرت بين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ،في عددها الصادر اليوم ،ان بيريز وعباس تبادلا الافكار والاقتراحات بهدف بلورة صيغة متفق عليها لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ومنع التصويت في الاممالمتحدة على اقامة دولة فلسطينية مستقلة. واشارت الصحيفة الى ان الاتصالات بين بيريز وعباس جرت بواسطة تبادل الرسائل عن طريق مبعوثين عنهما ومكالمات هاتفية. كما عقد الاثنان اجتماعا في لندن وقد احيط رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علما بهذه الاتصالات. ويذكر أن هذه المفاوضات سرية إلا أن المحرر السياسي لصحيفة "معاريف" بن كاسبيت علم بكافة تفاصيلها ،مشيرا إلى أن بيريز استشاط غضبا من مصر والرئيس محمود عباس عندما عرف بأمر المصالحة التاريخية بين حركتي "فتح" و"حماس". وحسب الصحيفة ،فإن بيريز قال لعباس إن توصلكم لاتفاقية مصالحة مع "حماس" يعني انهيار مسيرة التسوية والقضاء عليها. وأوضح بن كاسبيت أن آخر اجتماع عقده بيريز وأبو مازن كان في العاصمة البريطانية لندن منذ أسبوع ، وهو الاجتماع الذي تلاه اجتماع سريع أجراه بيريز مع الرئيس الأمريكي بارك أوباما. ومن المقرر أن يجتمع بيريز في ديوانه بالقدسالمحتلة اليوم مع نائبة السكرتير العام للامم المتحدة روز ماجيرو لبحث المساعي التي يبذلها الجانب الفلسطيني لنيل اعتراف المؤسسة الدولية بدولة فلسطينية مستقلة . في المقابل ، نفى كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات اليوم ما تردد من انباء في وسائل اعلام اسرائيلية عن اتصالات جرت اخيرا بين الرئيس الفلسطيني والرئيس الاسرائيلي. واكد عريقات في تصريحات صحفية :"ان بيريس ووفق النظام السياسي في اسرائيل غير مخول باجراء مفاوضات سياسية". على صعيد اخر استنكر عريقات "اعلان الحكومة الاسرائيلية نيتها عقد جلسة احتفالية خاصة لها اليوم في متحف قلعة داود الذي اقيم في مكان (مسجد قلعة داود) بمنطقة باب الخليل الملاصق لسور القدس التاريخي بشرق القدسالمحتلة بمناسبة الذكرى ال44 لاحتلال شرقي القدس والمسجد الاقصى". واكد "ان هذه الحكومة تثبت مرة ثانية انها ليست شريكا في عملية السلام وهي تدمر خيار الدولتين وتخالف وتتحدى القانون الدولي وتتحدى المجتمع الدولي والاعراف الدولية". وشدد على "ان القدسالشرقية منطقة محتلة وكل ما تنفذه اسرائيل بها بما في ذلك اجتماع حكومتها فيها اليوم هو لاغ وباطل وفقا للقانون الدولي" مبينا "ان حكومة نتنياهو اختارت طريق الاملاءات والمستوطنات والاقتحامات وفرض الحقائق على الارض بدل السلام". وعن نية حكومة نتنياهو اليوم اقرار ميزانية جديدة خاصة بالقدس قال عريقات "ان كل ما تقوم به اسرائيل لا يخلق حقا لها ولا ينشئ أي التزام والذي سيقرر مصير القدس ليس اجراءات اسرائيل وقرارات حكومتها الخاصة بالمدينة". ونبه الى "ان الذي يقرر مصير القدس هو ابناء الشعب العربي الفلسطيني لاسيما الصامدين الصابرين في القدس". على صعيد متصل اكد عريقات "انه اذا وافقت الحكومة الاسرائيلية على مبدأ الدولتين على حدود العام 1967 ونفذت ما يترتب عليها من التزامات ستكون هناك مفاوضات واذا لم تقم بذلك سنتوجه الى الاممالمتحدة". وذكر "ان هذا هو ما اتفق عليه اعضاء لجنة المبادرة العربية التي اجتمعت يوم امس في العاصمة القطرية الدوحة واعلنت دعمها للتوجه الى الاممالمتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على اساس حدود العام 1967". وشدد عريقات على ان الخطوة بالتوجه الى الاممالمتحدة للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين تستند الى القانون الدولي وان محاربتها من قبل اسرائيل تؤكد "انها تحارب القانون الدولي لتدمير خيار الدولتين". في السياق ذاته نفى عريقات ما تردد من انباء في وسائل اعلام اسرائيلية حول تحضيرات تجريها الولاياتالمتحدة لعقد قمة ثلاثية مع الفلسطينيين والاسرائيليين مؤكدا "ان هذا الامر غير صحيح على الاطلاق".