صدر عن سلسلة كتاب الجمهورية المصرية مؤخرا كتاب "القرضاوي والإخوان" للكاتب المصري مجاهد خلف والذي حاول فيه الاقتراب من فكر الداعية يوسف القرضاوي والغوص في مشواره الفقهي والفكري والسياسي محاولا الكشف عن أبعاد البدايات الإخوانية للشيخ والتحولات الكبيرة في مسيرته وفي علاقاته بالقادة وأهل الحكم والسلطان في البلاد العربية والإسلامية. الكتاب يقع في 450 صفحة من الحجم الكبير ويرصد بدقة علاقة القرضاوي مع جماعة الإخوان وكيف بدأ عضواً فاعلاً منبهراً بمؤسسها الشيخ حسن البنا.. وكيف خرج من الإطار التنظيمي الضيق للحركة حتي تجاوز بمنهجه الوسطي فضاء العالمية. يجيب القرضاوي علي عديد من الأسئلة المهمة حول علاقته بالسلطة في مصر وقطر، ويكشف عن عديد من أسرار حياته الخاصة ويحكي لأول مرة القصة الحقيقية لزواجه الثاني من باحثة جزائرية. بدأ خلف كتابه بسؤال كما نقلت عنه صحيفة "الوطن" السعودية: "هل يعد الشيخ يوسف القرضاوي إخوانياً؟" وهو سؤال على حد قوله وإن بدا ساذجاً للبعض إلا أنه مطروح وبقوة خاصة عند شباب اليوم والذي يرى ويسمع ويشاهد بشكل شبه يومي عبر وسائل إعلام عربية وأجنبية. ويقول خلف الحقيقة أن الشيخ القرضاوي بدأ إخوانياً وعلا نجمه وسطع في أيامه الأولى مع تزايد المد الإخواني وشيوع الحركة منذ بدايتها على يد مؤسسها الأول الإمام حسن البنا وساعده نبوغه وتفوقه على أن يفرض نفسه في الصفوف الأولى للدعوة غير آبه للتنظيم الحركي وقيوده بل يتمرد أحياناً على بعض القوالب التي تفرضها طبيعة الحركة وضرورات التحرك وإعداد الكوادر اللازمة لذلك، فالشيخ القرضاوي في بساطة شديدة نجم في فلك الإخوان ولكنه حلق بعيداً في سماء الدعوة والفكر الإسلامي حتى خرج بسهولة سواء عن قصد أو غير قصد من المدار الضيق لجماعة محدودة إلى الفضاء الرحيب مجتهداً ومصلحاً. وقد اعترف القرضاوي نفسه بذلك حين قال "خرجت من تنظيم الإخوان المسلمين لأنني لا أريد أن أحصر جهودي في جماعة معينة وأريد أن أخدم الأمة بأكملها بدلاً من أن أكون مرشداً لجماعة معينة لكنني أؤازرهم وأدعمهم وأنصحهم". وعاب القرضاوي على الإخوان استغراقهم في العمل السياسي.. قائلاً "إنهم لم يعدوا العدة ليندمجوا في الشعب كما يجب، ولا فهموا احتياجات الشارع كما ينبغي، وانشغلوا بالسياسة، وانتقادي لهم من باب التقويم وأنا والحمد لله لا أميل إلى المغالاة ولا أرضى بالتفريط ولا بالتشدد".