الرياض: صدمت ترشيحات " جائزة بوكر العربية " غالبية الروائيين السعوديين، وأثارت استياءهم من قرارات لجنة التحكيم، إذ خيبت القائمة الصغيرة للمرشحين، التي أعلنت أخيراً، آمال هؤلاء، لكنها جددت النقاش حول جماليات الرواية السعودية، وطرحت قضية الأعمال التي تصدر تباعاً لكتاب شباب، من دون خبرة ولا أدوات فنية ناضجة، عن دور نشر عربية كبرى، وكانت الصحافة الثقافية نشرت عناوين عدد من الروايات السعودية، تقدمت بها دور نشر عربية لنيل الجائزة، منها: " ريح الجنة " لتركي الحمد و " الفسوق " لعبده خال. وتوقع معظم الروائيين السعوديين وفقاً لجريدة "دار الحياة" اللندنية أن تتضمن قائمة الفائزين، على الأقل اسماً سعودياً واحداً، نظراً إلى ما تشهده الرواية في السعودية من ازدهار. خلو قائمة " البوكر " العربية من أسماء روائيين سعوديين، أثار الجدال في الصحافة الثقافية السعودية، وأعاد الحديث من جديد حول الموقف من أدب الخليج ، وعبّر كتاب عن عدم ثقتهم بكثير من الجوائز العربية، " لأن الشللية تتحكم فيها، وتغلب عليها المجاملات والعلاقات الشخصية... وإلا لماذا نجدهم يرشحون أعمالاً لروائي غير معروف، ولا يستحق حتى أن يمنح جائزة؟" . ولم يستبعد هؤلاء حسبما ذكرت دار الحياة" أن يكون عدم فوز الرواية السعودية بالبوكر، سببه المواقف المسبقة من الأدب الخليجي والسعودي " حتى قبل أن يقرأ، يقال عنه إنه من بلد نفطي بدوي لا يمكن أن ينتج إبداعاً، وتظل هذه النظرة وليدة علاقة المركز بالأطراف التي حكم عليها الذهن العربي إلى الأبد " . وأسف عدد من الكتاب لما سموه " واقع القبلية العربية والانحياز حتى في الثقافة " ، وطالبوا بأن تتمتع الجوائز " بمقدار كبير من الصدقية والاهتمام بالشأن الثقافي، وعلينا أن نهتم كثيراً بمعضلة المركزية والأطراف التي يعاني منها المشهد الثقافي العربي " . وذكرت "الحياة" أن البعض قد لمح، كالكاتب الساخر عبدالله بن بخيت، إلى أنه على رغم غياب الروائيين السعوديين والخليجيين، فإن مال الجائزة يدفع " من جيوب عرب النفط، وسيحصل كل كاتب مرشح من هؤلاء على مبلغ ستة آلاف دولار، وسيكون نصيب الفائز الأول مبلغ خمسين ألف دولار... وكما هي العادة لا يوجد بين لجنة التحكيم خليجي واحد " .