واشنطن: قال باحث أمريكى إن النوم لساعات كافية فى الليل لا ينشط الذاكرة فقط بل يساعد على استرجاع الذكريات الجميلة التى تكون قد مرت على الإنسان. وفى الكتاب الذى صدر مؤخرا للمؤلف الأمريكى الدكتور تيموثى جى وولتر الأخصائى فى علم النوم والعلوم العصبية وهو بعنوان REM Illiumiantion Memory أشار إلى أن الدماغ يتفاعل عاطفياً مع الحالات التى يمر بها الإنسان ويعود إليه تقرير الذكريات التى يجب الاحتفاظ بها أو نسيانها وطى صفحتها بالكامل. وقال وولتر - كما نقلت عنه جريدة "العرب اللندنية" - إن الحرمان من النوم يؤثر بشكل سلبى على القدرة على التركيز والتعلم وحتى مستوى الذكاء، مشيراً إلى أن الدماغ المجهد قد يفشل فى تخزين بعض الذكريات الخاصة أو الأمور التى تهم الإنسان، والتى قد يفقدها إلى الأبد. وحذر وولتر من أن الحرمان من النوم يؤثر على الوظائف البدنية والعقلية للإنسان ويؤثر فى مستوى الهرمونات ويحدث تشوشاً فى نظام حياته وقد تكون له نتائج سلبية. برغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. هناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه. والواقع المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث أنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض. بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. عندما قارنت الدراسات جوانب شتى من حياة الإنسان بموضوع النوم ومدى أخذ الإنسان القسط الكافي له منه، لاحظت أن الإنسان يحتاج النوم ليس فقط لمجرد بعث شعور بالراحة والنشاط البدني، بل النوم ضرورة لأعضاء هامة في الجسم مثل ضرورة تناول الطعام وتنفس الهواء. والذاكرة بحاجة للنوم كي تتشكل وتتكون، وتأخذ بالتالي مكوناتها وضعاً أكثر صلابة وقوة، وأسرع وأدق استحضاراً. وتحديداً كيفية تذكر واستحضار المعلومات ذات النوعية التصريحية أو التقريرية تحديداً، التي تشمل عناصر محددة يتم استذكارها كالأرقام أو الأحداث المهمة أو الأشخاص، وهي غير المعلومات ذات النوعية غير التصريحية أو التقريرية كالمشاهدة في الحياة اليومية أو القصص المسموعة أو الأشياء المرئية. ويقول الدكتور جيفري إلينبوغن الباحث الرئيس لدراسة هارفارد، إن النوم يفيد في تكثيف وتقوية معلومات الذاكرة ، حيث أن خلايا الدماغ أثناء النوم تعمل بنشاط وكفاءة على إتمام مهمة محددة وهي إعادة ترتيب أجزاء البيت العقلي والذهني الداخلي. وهذا يعني أن بناء كتلة لمعلومات ذاكرة أمر ما يتم أفضل ما يُمكن أثناء النوم ، ما يدل على أن الدماغ أثناء النوم، كما يقول الدكتور إلينبوغن، يقوم بعمل الكثير، ومما يقوم به تركيز وتكثيف معلومات الذاكرة، ولذا فإن المرء، على حد قوله، بحاجة الى النوم كي يقوي الى أبعد حد ممكن ذاكرته وفقا لما جاء بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية.