في كتابه الجديد "الأكاذيب الأكثر قتلا: اللوبي الإسرائيلي وأسطورة التحكم اليهودية" الصادر في واشنطن أشار أبراهام فوكسمان رئيس منظمة "مناهضة التشهير ضد اليهودية" التي أنشئت عام 1913 ومقرها نيويورك أن التأثير القوي لاتحاد المنظمات اليهودية الأميركية المناصرة للصهيونية (الإيباك) نابع من تعاطف معظم الأميركيين مع إسرائيل وليس من "مؤامرة يهودية ظلامية". وينوه الكاتب إلى استطلاع جرى في العام الماضي بيَّن أن 48% من الأميركيين قالوا إنهم يناصرون إسرائيل مقابل 13% منهم عبروا عن تأييدهم للعرب. يقول فوكسمان في بداية كتابه - كما نقلت عنه جريدة "الوطن" السعودية -: إن "معاداة السامية ظهرت في أمريكا من جديد بعد أن كادت تخمد، متخذة من الهجوم على اللوبي اليهودي وسيلتها، وإن هناك حملة منظمة تدار الآن للتحريض ضد اليهود وليس ضد إسرائيل فقط.. إنّنا نواجه الآن خطراً على سلامة وأمن اليهود يفوق ما واجهناه في الثلاثينات من القرن الماضي والسبب انتشار فيروس معاداة السامية من جديد ولكن هذه المرة بطريقة أخطر وأسرع .. وعودة الحديث عن حل الدولتين، ومعه تصاعد الضغوط الأمريكية على إسرائيل لتقر بدولتين يهودية وفلسطينية هو نتيجة مباشرة لتصاعد موجة معاداة السامية في الكتابات الأخيرة"! ويتهم فوكسمان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بأنه الذي "افتتح هذه الحملة بكتابه: فلسطين: سلام لا فصل عنصري"، حيث جاء هذا الكتاب في إطار موجة معاداة السامية الجديدة في الولاياتالمتحدة". ويقول الكاتب إن فكرة الكتاب جاءت في ظل مزاعم شاعت بعد هجمات سبتمبر حول انشطار ولاءات اليهود الأميركيين، وحول دورهم في دفع الرئيس جورج بوش نحو الحرب في العراق. ويرى أن بقايا "الأفكار المسبقة" حيال اليهود لا تزال قائمة في أوساط الأميركيين، في حين يثير تعاطف اليهود الأميركيين مع إسرائيل شكوكا حولهم أكثر من تلك الناجمة عن تعاطف أميركيين من أصول أخرى مع بلدانهم الأصلية. ويقول وزير الخارجية الأميركية الأسبق جورج شولتس في سياق تقديم كتاب أبراهام فوكسمان إن انتقادات أفعال إسرائيل "شرعية" لكنه يعتبر أن " الأكاذيب" موضوع مختلف ومن شأنها أن تكون "قاتلة" وأساسا لممارسات قاسية وغير إنسانية ويضيف "عانى الشعب اليهودي من الأكاذيب أكثر من أي شعب آخر في التاريخ". ويرى فوكسمان أن "أسطورة" اللوبي اليهودي في واشنطن سببت مؤخرا أضرارا أكثر مما قدمت فوائد في الغرب، خاصة في أعقاب الفشل الأميركي في الحرب على العراق، وتنامي المزاعم بأنها جاءت بضغط أنصار إسرائيل في واشنطن. في المقابل نفى الصحفي أوري أفنيري وفق "فضائية الجزيرة" مزاعم كتاب "الأكاذيب الأكثر فتكا" وقال إن جماعات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن تتجاوز كافة المعايير بقوة نفوذها، مشيرا إلي قدرتها على إخراس كل انتقاد لإسرائيل في الكونجرس ووسائل الإعلام. ونفى أفنيري صحة مزاعم الكتاب وأشار إلى أن ما بحوزته من معلومات وشهادات كثيرة تؤكد عكسها، وأشار أفنيري إلى أنه زار الولاياتالمتحدة للمرة الأولى في نهاية الخمسينيات فوجه انتقادات كثيرة لإسرائيل لم يسمح بنشر كلمة واحدة منها. وأكد أفنيري أن منظمات اللوبي الصهيوني في واشنطن تعمل علانية اليوم وهي تتنافس في أيها أكثر تأثيرا ومن يرهب أكبر عدد من الصحفيين والسياسيين وأضاف "هنا يكمن الخطر سيأتي يوم وينفجر هذا الضغط في وجوه اليهود في الولاياتالمتحدة".