اذا كانت شمس السينما قد أطلت على الدنيا فى الثامن والعشرين من ديسمبر من عام 1895 من خلال أول عرض سينمائى اقامه الاخوان لومير بفرنسا بالجراند كافيه فى شارع كابوسين بباريس .. واعتبره المؤرخين بداية التاريخ الرسمى للسينما فى العالم، ومصر بعد اربعة ايام فقط لحقت نفسها وشهدت أول عرض سينمائى أقيم فى مقهى زوانى فى الاسكندرية فى أول يناير 1896، كانت هذه الكلمات الشارحة والمعبرة عن بداية السينما فى العالم وفى مصر على الوجه الأخص .. هى محرك ودافع كتاب " 100 سنة سينما " للكاتب الكبير عزت السعدنى والذى يصدر عن " كتاب اليوم " لشهر أكتوبر من هذا العام والذى ترأس تحريره الأستاذة نوال مصطفى . ويحكى لنا عزت السعدنى عبر شريط سينمائى حكاية السينما المصرية فى مائة عام ، منذ البداية حيث يقول ( اذا كنا نؤرخ للسينما المصرية فى عيدها المئوى عندما كانت حتى ستينات هذا القرن ثالث دولة فى العالم فى مجال السينما بعد أمريكا وفرنسا ) ليتحدث بعد ذلك عن اول فيلم مصرى روائى بطولة عزيزة امير وتم عرضه يوم 16 نوفمبر 1927 ، ولأن مصر طوال عمرها هى الرائدة فى الشرق الأوسط فقد ولدت جيلاً عبقرياً من السينمائيين ويتحدث الكاتب عن الفنان الراحل احمد زكى الذى خرج من قلب الواقع المر ومن البيوت الميتة المظهر ، ويقول الناقد الفرنسى جورج سادول فى كتابه " تاريخ السينما فى العالم " عن مسيرة السينما فى مصر ان السينما المصرية بلغت أوجها بفيلم العزيمة الذى يعد أحد أحسن مائة فيلم مصرى فى القرن العشرين ومخرجه كمال سليم واحد من اعظم مائة مخرج على مستوى العالم . وينتقل بنا عزت السعدنى ليتحدث عن أسماء سينمائية ساحرة عاشت لتؤدى أدوارها على الشاشة ولتكتب لنفسها الخلود ومنهم صلاح منصور غول السينما المصرية وعتريس محمود مرسى وعاطف سالم كما أضاف إليهم يوسف شاهين وصلاح ابو سيف و كمال سليم وتوفيق صالح وشادى عبد السلام . غزو هوليوود فى الأربعينيات من القرن الماضى غزت الأفلام الأمريكية معظم دور العرض فى مصر وكانت الحرب العالمية هى السبب فبينما توقفت استديوهات الدول المحاربة عن الانتاج زاد نشاط الاستديوهات الامريكية ، وأفرز هذا المصنع الهوليوودى عن عدد كبير من النجوم مثل جون واين وكارى جرانت وفيكتور ماتيور وجريجورى بيك وجين كيلى وعلى الرغم من المسافة الشاسعة بين شكل ولون وتقاسيم هؤلاء النجوم وبين الممثلين العرب ، فقد تعمدت السينما المصرية ان تصب نجومها فى قوالب هيوليودية . المرأة والسينما ان علاقة المرأة بالسينما قد شهدت فى بداياتها تحريماً مطلقاً على السيدات العمل بالسينما إلا اليهوديات و المسيحيات الشاميات وأيضا تحريماً بالذهاب الى السينما الأمر الذة لم يتعدى السنة الواحدة ثم انتفى ، لكن سرعان ما ذاب جليد هذا المنع فبدءاً من عزيزة أمير إلى بهيجة حافظ ثم آسيا وفاطمة رشدى وأمينة رزق انتقالا إلى فاتن حمامة وشادية وسعاد حسنى ونجمات الإغراء الخمس تحية كاريوكا وسامية جمال وكاميليا وبرلنتى عبدالحميد وهند رستم ، لتظهر نجلاء فتحى وإلهام شاهين ويسرا وليلى علوى . اشرار السينما .. الظرفاء ! ويقدم لنا بعد ذلك الكاتب عزت السعدنى قائمة أشرار السينما المصرية ليس فقط قائمة انما هى عملية تحليلية لكل واحد منهم عن طريق سلسلة الأدوار التى أداها كل منهم فهو يبدأ بعباس فارس الذى قدم أبرز أدواره فى فيلم " الوحش" لصلاح ابو سيف وعبد العزيز خليل وزكى رستم المتمرس لدور الشرير الباشا الارستقراطى الذى يعصف بقلب زوجته بكل ثبات وبلا رحمة ، أما الموجة الثانية من الأشرار والتى حملت معها محمود المليجى والذى أعطى لأدوار الشر شحنة كبيرة فهو جسد اجرام من يسيطر على عقل وقلب الآخر فالمليجى من مدرسة السهل الممتنع فهو يؤدى أدواره ببساطة دون عناء وفريد شوقى هو كان المنافس والدويتو للمليجى لكنه وعلى حد تعبير الكاتب عزت السعدنى كان الأكثر ذكاءاً كان يختار البعد الانسانى فى الدور . أما عن أظرف الأشرار فى السينا المصرية استيفان روستى ومحمد كمال المصرى الشهير بشرفنطح ورياض القصبجى وتوفيق الدقن وعبد الفتاح القصرى . أما آخر فصول الكتاب فتضم وثيقة من أهم وثائق السينما وهى قائمة بأحسن مائة فيلم مصرى فى المائة عام التى هى عمر السينما ويرد الكاتب على سؤال القارئ عن المعايير التى اختار بها المائة فيلم قائلاً : أنه أغفل تماما عامل ايرادات شباك التذاكر وأيضا الأفلام التى من اخراج اجنبى مثل لاشين و واسلاماه ، بل اعتمد كل الاعتماد على الجانب الفنى فيها والابداع . وآخر فصول الكتاب عبارة عن أهم اللزمات والقفشات التى يرويها الناس إلى الآن من نجوم السينما مثل نشنت يا فالح لاستيفان روستى وياللهول ليوسف وهبى .