الصين تطالب مواقع الإنترنت بحذف المواد الإباحية ومشاهد العنف بكين: مرة أخرى تظهر مشكلة الاستخدام السيئ للإنترنت فى الصين إلى السطح بعد أن دعت الحكومة هناك المواقع الإلكترونية المحلية للتوقيع طوعاً على معاهدة تحكم محتويات التسجيلات الصوتية والمرئية على الانترنت. وشددت السلطات الصينية على ضرورة ممارسة المواقع رقابة ذاتية للحفاظ على الشبكة "سليمة ومنظمة"، يأتي ذلك في إطار جهود الحكومة لفرض رقابة أكبر على قطاع الانترنت المتنامي بسرعة في الصين ولمنع نشر محتويات تعتبر ضارة او مخربة. وذكرت الادارة الرسمية للإذاعة والسينما والتلفزيون أن ثمانية مواقع إلكترونية رئيسية وقعت على المعاهدة التي تلزمها بحذف أي مواد إباحية أو مشاهد عنف التي لوثت بدرجة خطيرة بيئة الانترنت وأثرت على نمو الشباب. وجاء في نص المعاهدة التي أعدتها الإدارة المسؤولة عن مراقبة المؤسسات الإعلامية "يتعين على الجهات الموقعة أن تنشط في نشر برامج صوتية ومرئية سليمة ومفيدة توافق المعايير الأخلاقية بالمجتمع. وأضافت بنود المعاهدة التي نشرت على موقع الادارة على الانترنت أنه يتعين على الجميع "مقاطعة الأفكار والثقافة المنحطة والمتخلفة"، وشملت المعاهدة أيضاً محاربة مواقع المقامرة والرعب. ومن أبرز الجهات الموقعة على المعاهدة حتى الآن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) وهي وكالة الأنباء الرسمية وصحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي وغيرها من المؤسسات الإعلامية الحكومية.
وتعاني الصين الأمرين من سوء استخدام الإنترنت وبالرغم من الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع أعداد المستخدمين هناك إلا أن ذلك لا يعكس طبيعة هذا الاستخدام والأضرار الناجمة عنه خاصة وأن هذا البلد تشكو باستمرار من ازدياد ظاهرة إدمان الإنترنت، ليأتي "الجنس" هو الآخر ليزيد الطين بلة للمارد الصيني. وفي صحوة للحكومة الصينية لكبح جماح أضرار الإنترنت قامت السلطات هناك بحملة مكافحة الإباحية الجنسية على الإنترنت حيث قامت بإغلاق 44 ألف موقع الكتروني، واعتقلت 868 شخصا خلال العام الماضي، و حكم على 1911 شخصاً بغرامات غير محددة بسبب "أنشطة إباحية". وتم التحقيق في 500 قضية جنائية، ومحو أكثر من 440 ألف "رسالة إباحية"، مع التركيز مستقبلاً على المواقع التي تتضمن مادة مرئية أو مسموعة أو التي يمكن عبرها إرسال معلومات إلى الهواتف المحمولة. غير أن بعض النقاد أرجعوا سبب الحملة ضد الإباحية على شبكة الإنترنت لحرمان المعارضة من حرية التعبير من خلال الإنترنت. يأتي ذلك فى الوقت الذي أظهرت فيه سجلات شركة جوجل في الصين أن كلمة "سهم" وأسماء ثلاثة بنوك تغلبت على كلمة "جنس" في الخدمة البحثية على الانترنت في الصين عام 2007. وذكرت صحيفة "تشاينا ديلي " أن الصينيين فضلوا كلمات المال والتكنولوجيا في عمليات البحث على الإنترنت، في حين كان الجنس هو موضوع البحث الأكثر شيوعا بين مستخدمي الانترنت في بعض الدول الأخرى. واحتلت كلمة "سهم" المرتبة الرابعة ولم يكن هذا مستغربا بعد ان ارتفعت أسهم شنغهاي 97 في المئة العام الماضي. ولا يعد هذا الجانب هو فقط ما يشغل بال المسئولين فى الصين فيما يخص استخدامات الإنترنت ولكن ظاهرة ادمان الانترنت فى البلاد زادت بدرجة تنذر بالخطر خاصة بعد حادثة وفاة صيني ظل متصلاً بالإنترنت سبعة أيام وهو ما دفع الحكومة لاتخاذ قرارات جدية وصارمة فى محاولة منها للقضاء على هذه الظاهرة. ومؤخراً، أطلقت الحكومة الصينية حملة لتحديد عدد الساعات التى يقضيها المراهقون فى ممارسة الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت، ووضعت قواعد جديدة تفرض على الشركات الصينية التى تمكن عملاءها من ممارسة الألعاب على الشبكة ضرورة تحميل برنامج يطلب من مستخدميه إدخال رقم بطاقة الهوية، حيث يقوم هذا البرنامج بإجبار الشباب الذين لم يتجاوزوا الثامنة عشر من العمر على ترك جهاز الحاسب بعد ثلاث ساعات، والقيام بأداء تمرينات جسدية مناسبة. ويقوم هذا البرنامج بخصم نصف نقاط الشاب التى تحصل عليها فى اللعبة فى حالة استمرارهم فى ممارستها بعد الفترة المحددة، ثم يسحب جميع نقاطه إذا تخطى حاجز الخمس ساعات. وهذا البرنامج كجزء من حملة الحكومة لمكافحة الإدمان على ممارسة الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت خاصة وأن المراهقين الذي تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاما يشكلون نحو 10% من جملة ممارسي الألعاب على الإنترنت فى الصين والذين يزيد عددهم على ثلاثين مليون شخص. وكانت الصين قد لجأت إلى تجربة جديدة من نوعها لعلاج إدمان استخدام الانترنت لساعات طويلة عن طريق استخدام الصدمات الكهربائية للأشخاص الذين يقضون أوقاتاً أكثر من اللازم أمام الكمبيوتر لتصفح شبكة الانترنت ويتساوي هذا العلاج مع علاج المرضي المصابين بأمراض عقلية. وفي آخر الإحصائيات ظهر أن عدد مستخدمى الإنترنت في الصين وصل إلى 210 ملايين مستخدم، بفارق خمسة ملايين مستخدم عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأشار "مركز معلومات شبكة الإنترنت فى الصين" إلى تنامى مستخدمى الإنترنت فى البلاد بواقع 53 فى المائة، من 137 مليوناً، فى ذات الفترة من العام الماضي. وتعاني الصين بشدة من ارتفاع معدلات إدمان الإنترنت حيث حيث تم تصنيف نحو 13% من جملة مستخدمي الشبكة في البلاد من الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، ويبلغ عددهم 20 مليون شخص، في فئة مدمني الإنترنت. وأظهر استطلاع رأى أن غالبية تلاميذ المدارس الصينية الذين تتراوح أعمارهم بين 4 - 14 عاماً يفضلون الدخول على شبكة المعلومات الدولية الانترنت والاستمتاع بها أثناء أجازاتهم الصيفية. وأشار الاستطلاع إلى أن حوالى 4% فقط من الأطفال اختاروا ممارسة أنشطة خارج منازلهم خلال الإجازة الصيفية، فيما شارك 9% منهم في المخيمات التعليمية الصيفية.