المحمول جعل من العالم قرية صغيرة "العالم أصبح قرية صغيرة" مقولة شهيرة أطلقها الفيلسوف الكندي مارشال ماكلوهان فى العقد الخامس من القرن الماضي عندما توقع التطور الهائل الذى ستشهده وسائل الإعلام والاتصال، وبعد مرور ما يزيد عن نصف قرن انطبقت هذه المقولة مرة أخرى ولكن هذه المرة على مجال الهواتف المحمولة، فمهما قربت المسافات أو بعدت، أصبح الاتصال بالصوت والصورة بضغطة زر واحدة على جهاز لايتعدى حجمه كف اليد.
وبمرور الوقت تحول الهاتف المحمول من جهاز مكمل يقتصر استخدامه على فئة معينة من الأشخاص إلى الشئ الأساسى الذى لايمكن الاستغناء عنه والمتاح للجميع ليصبح هو سفيرنا الشخصي، والمتحدث الرسمي بأخبارنا.
فبعد مرور 20 عاماً على ظهور شبكات المحمول تضاعفت أعداد المستخدمين لهذه الاجهزة ليتعدى أكثر من ثلث العالم فقد أظهر تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات ان 2.6 مليار شخص في العالم يستخدمون الهاتف المحمول و 1.13 مليار يستعملون شبكة الانترنت.
ودفعت طفرة الهواتف المحمولة في الدول النامية عدد مشتركي الهواتف النقالة والثابتة الى 4 مليارات شخص، وهو 4 أضعاف عدد المشتركين قبل عقد من الزمان.
وأشار الاتحاد التابع لمنظمة الاممالمتحدة إلى أن النمو كان قويا خاصة في دول مثل البرازيل والهند والصين التي تمكنت من تقديم خدمة الهاتف المحمول إلى عشرات الملايين من السكان بتكلفة أرخص من وجود خط هاتف ثابت.
وجاء فى تقريره أنه في عام 1996 كان هناك أقل من مليار مشترك في خطوط هاتف محمول وثابت في العالم، لكن النمو في الهواتف الثابتة كان بطيئا ووصل الى 1.27 مليار مشترك في عام 2006، بينما وصل مشتركو المحمول الى 2.68 مليار مشترك اي حوالي ثلث سكان العالم 61% منهم في دول نامية.
وكانت الهند والصين القوتين الدافعتين وراء النمو هذا العام، إذ أضافتا 200 مليون مشترك في الهواتف المحمولة في الربع الاول من العام الحالي بمعدل 110 ملايين في الهند و87 مليونا في الصين.
واضاف تقرير الاتحاد الدولي ان نسبة اللجوء الى الهاتف النقال في الدول الصناعية بلغت 86 في المئة وفي الدول النامية 34 في المئة وفي الدول الاقل تقدما ثمانية في المئة.
وقفز عدد مستخدمي الانترنت من 700 مليون مع نهاية 2004 الى 1.13 مليار في نهاية 2006، اي اكثر من 400 مليون مستخدم اضافي خلال عامين.
عشرون عاماً على انطلاق الهواتف المحمولة
دخلت تقنية شبكات الهواتف المحمولة عامها العشرين هذه الأيام، ففي السابع من سبتمبر عام 1987 اتفقت 15 من الشركات العاملة في حقل الهواتف المتحركة على بناء اول شبكة تعتمد على نظام المحمول الدولي والمعروف دوليا باسم GSM.
ويقول روبرت كونواي وهو رئيس رابطة GSM إن اللحظة التي شهدت توقيع هذا الاتفاق عام 1987 تعتبر لحظة مولد سوق الهواتف المحمولة المتنامي في العالم.
وبرغم أن العمل بهذا النظام بدأ قبل هذا التاريخ، غير ان الاتفاقية هي ما مهد الطريق لبدء عمل الشركات المختصة في تصميم وإقامة شبكات تعتمد نظام جي إس إم.
ويضيف كونواي إنه لم يخطر ببال أحد قبل عام 1987 ان أسواق الهواتف المحمولة ستحمل مثل هذه القدرات فائقة الاتساع.
وتشير بيانات صدرت في بريطانيا أواخر عام 2006 إلى إن عدد اشتراكات مستخدمي الهواتف النقالة تزيد عن عدد سكان المملكة المتحدة، وأن كل 100 شخص ممن يقيمون في بريطانيا يمتلكون أكثر من 116 خطا هاتفيا محمولا.
ويضيف كونواي إنه في عالمنا المعاصر أصبح من المستحيل الاستغناء عن استخدام المحمول، وان مايسهل ذلك رخص سعر أجهزة الهواتف المتحركة وان خدماته أصبحت أقل كلفة مقارنة بالخطوط الثابتة.