جدة : اعتبر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، منع بناء المآذن في استفتاء جرى في سويسرا بأن من شأنه نقل ظاهرة معاداة الإسلام أو (الإسلاموفوبيا) من مجال التصرفات الفردية والإعلام إلى المجال الرسمي الحكومي بل والدستوري، محذرا من أن يكون في ذلك تأصيل مؤسسي للظاهرة، وتصعيد خطير لتجلياتها، ووصف ذلك بأنه نقلة نوعية لا يمكن التغاضي عنها، وتدخل في سياق ظاهرة عنصرية تمييزية كاسحة. وحسبما اوردت وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) جاء ذلك في كلمة الأمين العام في الاجتماع الخاص للمندوبين الدائمين لدى المنظمة حول موضوع الاستفتاء الذي نظم في سويسرا لمنع المآذن في المساجد الإسلامية بمقر المنظمة في جدة. وأشار إحسان أوغلو إلى أن الأمانة العامة للمنظمة رصدت هذا التوجه السويسري منذ نشأته في نوفمبر 2007، لافتا إلى أنها أجرت اتصالات مستمرة على أعلى مستوى مع الحكومة السويسرية منذ ذلك الوقت، في محاولة لتدارك الموقف. وشدد إحسان أوغلي على استنكار المنظمة القوي لنتيجة الاستفتاء، لافتا إلى موقفها الذي أعرب عن خيبة أملها وقلقها إزاء الحظر، حيث كانت قد اعتبرته نموذجا للتحريض المتنامي ضد الإسلام في أوروبا من قبل المتطرفين والمعادين للمهاجرين وللأجانب عموما، والعنصريين وجماعات اليمين المتطرف التي تقف في وجه المواقف الحكيمة والمنطقية والقيم الإنسانية. وبين أن قادة الأمة الإسلامية قد عهدوا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي مهمة متابعة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتصدي لها، وأنها قامت بجهود دؤوبة في هذا الإطار، على أن التطور النوعي الجديد الذي تشكله مسألة حظر بناء المآذن في سويسرا، إذ يدعو إلى المضي قدما في هذه الجهود، فإنه يفرض علينا ضرورة وضع برنامج خاص، وقال في الختام: "لقد آن الأوان للخروج من وضع رد الفعل إلى الفعل ذاته، وستبقى منظمة المؤتمر الإسلامي ملتزمة بالعمل من أجل جمع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في الغرب والعالم الإسلامي، في حوار مثمر يهدف إلى مقاومة التطرف واللاتسامح ويسعى إلى فائدة التعايش بين الثقافات والمعتقدات القائم على الانسجام".