على مسئولية المحافظ .. أنوار السيد البدوى تضىء طنطا محيط إيمان الخشاب فى موعده المحدد وهو منتصف أكتوبر من كل عام أقيم مولد العارف بالله أحمد البدوى بطنطا ، وذلك رغم ما أثير حول نية الغاءه بناء على توصية من اللجنة الخاصة بمكافحة انفلونزا الخنازير بضرورة منع إقامة الموالد فى الوقت الحالى بجميع أنحاء مصر نظراً لأن الزحام الشديد يساعد على انتشار الأمراض فى التجمعات والأماكن المزدحمة وهو ما يتوافر فى الموالد دون شك . ورغم ذلك أقيم المولد في موعده المحدد بحضور الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصرى ، والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، وعبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر . وفى خطوة جريئة جداً وحرصاً منه على مصالح الكثيرين ممن يتكسبون بإقامة هذا المولد كل عام أعلن اللواء عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية قيام الاحتفال السنوى بسيدى أحمد البدوى على مسئوليته الخاصة ، مؤكداً أنه لا نية مطلقاً لإلغاء الاحتفال الديني الذي يتواكب مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي. وأشار المحافظ في حوار شيق جداً مع الإعلامية رولا خرسا على تليفزيون الحياة من قلب مسجد السيد البدوى ، إلى أنه تم وضع خطة بمشاركة كافة أجهزة المحافظة والصحة ومديرية الأمن لاتخاذ الإجراءات الوقائية ضد مرض أنفلونزا الخنازير خلال فترة المولد ، والتى من بينها إنشاء نقاط إسعاف مجهزة بأطقم طبية حول ضريح مسجد السيد البدوي ، والتأكيد على منع العادات السيئة التي تمارس داخل الاحتفال كالوشم وغيرها والتي قد تتسبب في نقل المرض، كما تم خفض عدد الخيام والسرادقات التى كانت تقام سنويا من 70 خيمة إلى 35 خيمة وذلك تجنباً أيضاً لانتشار المرض نتيجة غلق هذه الخيام او البيات فيها . وقال المحافظ : أى أن الاحتفال هذا العام سيكون بشكل مختلف تماماً حيث سيبعد عن الخرافات والبدع وسيركز على الجانب الدينى والثقافى، ولاشك أن تقليل عدد الخيام ادى الى غياب أكثر من 2 مليون زائر ومريد من الذين كانوا يتوافدون لزيارة القطب الصوفى الكبير. يأتى قرار محافظ الغربية بإقامة المولد بطنطا فى الوقت الذى قرر فيه دكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة إلغاء الاحتفال بمولد السيدة زينب تنفيذاً أيضاً لتوصيات اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الخنازير ، ونتيجة لذلك تصاعدت ردود فعل الصوفيين على مستوى الأتباع والمشايخ والقيادات تجاه القرار ،ووصف رئيس اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة المشيخة العامة للطرق الصوفية الشيخ محمد الشهاوي قرار إلغاء موالد آل البيت وأولياء الله الصالحين، خاصة موالد السيدة زينب بأنه تهريج واستفزاز للمشاعر لأتباع الطرق الصوفية في مصر الذين يقدر عددهم بحوالي 15 مليوناً. وقال الشهاوي: إن أتباع الطرق الصوفية أناس محصنون ببركة أعمالهم وبركة ورضي آل البيت وأولياء الله الصالحين، ثم إن الله هو الحافظ وهو الشافي، وأكد أن الصوفيين يرفضون قرار الحكومة وينددون به وأنهم مصممون علي الاحتفال بموالد آل البيت . وأكد الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبي شيخ الطريقة البرهامية أن قرار إلغاء الاحتفال بموالد أولياء الله الصالحين يوضح ويكشف لنا أن آل البيت وأولياء الله الصالحين غاضبون جداً وغير راضين عن الأوضاع السيئة التي نعيشها وتعسف الحكومة ضد الصوفية خاصة بعد اعتقال الشيخ مصطفي الهاشمي وإلغاء الليلة الكبيرة لمؤسس الطريقة الهاشمية في أبوحمص بالبحيرة. مشيراً الى أن الحكومة لا تجرؤ ولا تستطيع إلغاء الاحتفالات بموالد آل البيت ولكن تم تأجيل هذه الاحتفالات بصورة مؤقتة حتي تزول الغمة والكرب. جدير بالذكر أن السيد أحمد البدوي هو(أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد البدوى) أحد أقطاب الصوفية الكبار الذى تنسب له الكثير من الكرامات ويحتفظ له التراث المصري بمقولة (الله الله يابدوي جاب اليسرى ) في إشاره إلى ما يعتقده العامة بأنه أنقذ الأسرى المصريين في بعض الحملات الصليبية. يرجع أصله الى بني برّي قبيلة من غرب الشام ثم سكن والده المغرب وولد السيد البدوي في زقاق الحجر بمدينة فاس المغربية سنة 596ه ، من أسرة علوية ينتهى نسبها للإمام على رضى الله عنه في عهد الخليفة الموحدي الناصر محمد (610ه). هاجر مع أبيه إلى مكة سنة 603ه ، وعمره 7 سنوات واستغرقت رحلته إلى مكة 4 سنوات ، واستقر فيها حتى وفاة والده سنة 627ه، ثم عاد البدوي إلى مصر سنة 637ه ،قيل أنه كان يلبس لثامين ولا يفارقهما ولم يتزوّج قط .