ذكرت مسؤولة حقوق الانسان فى الأممالمتحدة أمس الجمعة، أن طرفى الصراع فى الصومال، يرتكبون انتهاكات جسيمة، ويستخدمون التعذيب ضد المدنيين، وهو ما يمكن أن يرقى إلى ارتكاب جرائم حرب. وقالت نافى بيلاى مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان، إن مسلحين إسلاميين يعدمون مدنيين، ويزرعون الألغام والقنابل فى مناطق سكنية، ويستخدمون التعذيب، بينما تصدر قبائلهم أحكاما بالرجم وقطع الأطراف. وأشارت فى بيانها إلى أن القوات المؤيدة للحكومة، ارتكبت أيضا انتهاكات جسيمة، من بينها اطلاق قذائف مورتر على مناطق سكنية، واستخدام التعذيب. وأوضحت بيلاى أن المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، يتحملون وطأة أعمال العنف التى شهدها الصومال فى الآونة الأخيرة، بينما تحاول قوات حكومية، إخراج المتمردين من قواعدهم فى العاصمة مقديشو. وقالت بيلاى فى بيان، "قال الشهود لمحققين تابعين للأمم المتحدة، إن حركة الشباب التى تقاتل للإطاحة بالحكومة الانتقالية، نفذت أحكام أعدام خارج نطاق القانون، وزرعت ألغاما وقنابل وغيرها من العبوات الناسفة، فى مناطق تابعة للمدنيين، واستخدمت مدنيين كدروع بشرية". ويسيطر مقاتلون فى حركة الشباب، تربطهم صلات بتنظيم القاعدة، على الكثير من أجزاء جنوب ووسط الصومال، والعاصمة مقديشو، باستثناء بعض المناطق. وتخشى دول مجاورة وحكومات غربية، من أن تصبح البلاد ملاذا آمنا لمعسكرات تدريب القاعدة، وأن ينجح المتشددون فى زعزعة الاستقرار فى المنطقة، إذا تمت الإطاحة بالحكومة الصومالية. وتزداد المخاوف أيضا بشأن الأحوال المعيشية داخل البلاد، حيث تكافح وكالات الإغاثة للوصول إلى المحتاجين، وبينهم أكثر من 200 ألف شخص فروا من العاصمة. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، فى أحدث نشرة أسبوعية صدرت يوم الجمعة، "خلال الأسبوع الماضي، استمر القتال الشديد فى مقديشو، مما ترتب عليه عواقب مدمرة للسكان المدنيين، وحد من دخول وكالات الاغاثة." ونقل عن منظمة ايلمان المحلية للسلام وحقوق الانسان، قولها إن 350 مدنيا على الأقل قتلوا، وأن أكثر من 1500 اصيبوا بجروح، منذ بدء الهجوم الذى تتزعمه حركة الشباب، وميليشيا حزب الإسلام فى مايو الماضي. وذكر شهود عيان أمس الجمعة، أن متشددين إسلاميين قطعوا رؤوس سبعة أشخاص، وفى بلدة بيدوة الصومالية، لوصفهم بأنهم "مسيحيون" و"جواسيس"، فى تنفيذ صارم لأحكام الشريعة من جانب حركة الشباب، المرتبطة بتنظيم القاعدة.