المكان: قصر المنتزه الإسكندرية.. الزمان 17 نوفمبر عام 1938.. الحدث: قدوم الأميرة فريال أول فرحة الملك فاروق و"وش السعد" على المصريين، حيث تم تنظيم الإحتفالات الواسعة فى أرجاء مصر والتى تمثلت فى توزيع الملابس على الآلاف من الفقراء؛ بالإضافة إلى وجبة الإفطار المجانية التى منحت ل10,000 فقير حفاوة بهذه المناسبة السعيدة. عندما كان عمرها 23 عاماً وقعت فى غرام شاب يعمل رساماً كان يقوم بعمل ديكورات للفيلا الصيفية الخاصة بوالدها فى نابولي، لكن الملك فاروق رفض زواجها منه، ساءت حالتها النفسية نظراً لأنها كانت مرهفة المشاعر، إلتحقت بكلية السكرتارية وعملت كسكرتيرة ومدرسة للآلة الكاتبة، ومن تواضعها الرهيب لم تخبر التلاميذ بأنها أميرة وطلبت منهم أن ينادونها ب"مدموازيل فريال". كانت مهذبة ومتسامحة وعاطفية، لم تخرج عن اللياقة التى تمتاز بها الأميرات، لم تهاجم أحداً ولم تجرّح .. تتحدث وهى تدارى المرارة، وتبدو لك واقعية وبسيطة، كما أنها كانت صادقة عفوية لم تحاول أن تضفى على نفسها هالة متصنعة كما تفعل الصاعدات من النجوم، فقد أثبتت أنها أميرة ومن نسل أشراف، وربت إبنتها على حب وطنها رغم ما قاست وعانت؛ حيث أخذت من التربية الأوربية مميزاتها، وتركت مساوئها وما يتعارض مع تقاليدها الشرقية، لم تعطى للأمور أكثر من حجمها، وعاشت قانعة بمصيرها. خرجت الأميرة فريال عن هدوئها عندما حاولت إحدى المذيعات المساس بوطنية الملك فاروق؛ حيث قالت لها أن عبد الناصر تجرع من كأس الغدر الذى سقاها لوالدى حيث حملت زعيم الأمة إغتيال والدها مسموماً ومطاردته فى عرض البحر بالطائرات خوفاً من رجوعه مصر مرة أخرى، لأن والدى قتل ولم تكن وفاته طبيعية بل دس السم فى طعامه فى دعوة من إمرأة إيطالية على العشاء أصرت عدم حضور الحراسة معه وهذا ما كشفته المخابرات الأمريكية أن الطعام كان به دواء إذا وضع بكمية معينة تحول لسم يقتل فى الحال و يظهر الوفاة على أنها سكتة قلبية. ونفت الأميرة فريال كل ما ردده الكاتب محمد حسنين هيكل أنه على علاقة بالأسرة المالكة، وقالت:"لا أعرفه ولم أقابله فى حياتي، وكذبت كلامه حول أن الملك فاروق توفى وفاة طبيعية ولم يقتل".. وقالت: "يقول ما يريد و لكنى أنا أعرف أكثر منه وأقول الحقيقة لأنه يزعم الأكاذيب من أجل أن تظل هالة الأضواء حوله ويجنى الملايين من تأريخه الكاذب". عاشت حياة قاسية فى سويسرا بدون أموال أو مجوهرات تنفقها وتعيش كما ترعرعت فى مصر، فقد كانت تجمع الثمار من حدائق البيوت السويسرية المجاورة لها، ولم ينقذ الأميرة وأخاها الملك أحمد فؤاد إلا الأمير عبد العزيز بن فهد، فقد كان شهما نبيلا كريما، فتوقفت الأميرة عن جمع الثمار، وانتقل الملك أحمد فؤاد من الحياة فوق السطوح إلى شقة وسيارة. آخر كلامها قبل وفاتها المنية: على الرغم من مرورى بالعديد من الضائقات المالية عندما أشعر أن معى أموال زائدة عن حاجتى أقوم بمساعدة المحتاجين "لأنى من النوع اللى ما يحبش يصرف على نفسه" أتمنى أن يعرفوا الحقيقة.. فالعائلة المالكة بريئة من كل الحاجات الغلط اللى اتقالت عنها.. الحمد لله أديت فريضة الحج والعمرة وأعيش فى سويسرا وأزور مصر كثيراً لأنى أعشقها من أعماقي.