كشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية هذا الصباح، نقلاً عن جهات رفيعة المستوى في حركة حماس بأن قرار المنظمة بعدم المشاركة في المؤتمر في طهران جاء كي لا يكون هناك أي إشارة أو رمز يُفسر على أنه دعم لبشار الأسد أو بأنه انضمام مجدد إلى "محور الشر" ولو حتى بشكل صوري. وبحسب تلك المصادر، فضلت الحركة أن تترك هذه الزيارة لرئيس السلطة الفلسطينية، وذلك من بعد مشاورات حثيثة بين زعماء الحركة والشخصيات القيادية فيها. مع ذلك، لم يخرجوا في حركة حماس بشكل جلي ضد النظام الإيراني وضد الدعم الذي تقدمه إيران إلى بشار الأسد، وذلك للمحافظة على الدعم الاقتصادي الجوهري الذي تقدمه إيران للحركة. أما الرئيس المصري محمد مرسي فقد اختار وعلى العكس من حماس أن يتوجه إلى مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران، وهذه أول زيارة لرئيس مصري منذ العام 1979، حيث تدهورت العلاقات في تلك الفترة في أعقاب توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل. في إيران ينظرون إلى زيارة مرسي على أنها نصر، على الرغم من أنه من المتوقع أن تستمر الزيارة لساعات معدودة فقط. وقد تحدث وزير الخارجية الإيراني، على أكبر صلاحي عن الزيارة قائلاً أن هذا: "حدث تاريخي" ويتوقع أن يمنح الإيرانيون الرئيس مرسي فرصة لإلقاء خطاب مباشرة بعد خطاب الافتتاح لخامينئي. من ناحية الإيرانيين، الموجودين تحت حصار وعقوبات دولية صارمة في أعقاب إصرارهم على تطوير سلاح نووي، ومواجهتهم لانتقادات شديدة اللهجة في العالم العربي بسبب دعمهم منقطع النظير للمذابح التي يقترفها الرئيس السوري في حق شعبه، فإن وجود رئيس مصر، سكرتير الأممالمتحدة وقادة آخرين من العالم في طهران، يمنحهم الشرعية الدولية للاستمرار على الدرب الذي اختاروه. بينما يستغل الإيرانيون مؤتمر دول عدم الانحياز ليظهروا للعالم أجمع بأنهم ليسوا في عزلة، منح البارحة حليفهم السوري بشار مقابلة للتلفاز السوري، ظهر من خلالها مستهزئاً عندما سأل عما إذا كان يختبىء وعرف المذابح التي تحدث بحق المواطنين من قبل الجيش السوري على أنها "أعمال بطولية، بكل معنى الكلمة". في خضم ذلك نقلت "يديعوت أحرونوت"، الصحيفة الصهيونية، أنباء عن محاولات أمريكية لتدبير لقاء بين أوباما، مرسي ونتنياهو أو بيريس خلال جلسة الافتتاح لهيئة الأممالمتحدة في شهر سبتمبر، ويفيد الخبر بأن الجهة الصهيونية قد وافقت على الأمر وينتظر الآن الرد النهائي من قبل الرئيس المصري.